مشاهدة النسخة كاملة : * عن مَدينة الخرَاب *
http://img104.herosh.com/2010/07/17/861217427.jpg
,
{* عَن مَدينَة الخَــــــراب *}
هَبطتُ إضطرارياً,
لاَحتفظ بيّ من سقوطٍ إلى الأرضِ السابعة , سقوط قَد يَزيدُ من
بَعثرتي إلى الحدّ الذي أفتقدُ فيه بَعضي .,
فَلم أَهبط في مطار ولم أَمرّ بِــ صالةٍ فخمة مَتأنقة الزوار
هَبطتُ إضطرارياً عند مَدخل مَدينة تَحتضنُ بفخرٍ غير مُسبق
كل المَعاني الموحِشة ..,
مدينة أخذت الخراب مُسمى لها ., فهي (مَدينة الخراب )
تَخليتُ عن خوفي في لَحظة قرار , مُتهيئة تماماً لسير وحدي
في مَدينة كَهذة , وَضعني القدر أمامها وَجهاً لوجه وتركنا ...,
تَخليتُ عن خوفي مُتناسية ماقد يتربص بالطريق ...,
,
أسندتُ ضعفي إلى السماء , وأحتميتُ بإيماني
وأنا أُتمتم " بأن الله معي "
ودخلت ......
ربما تكون فكرة التجوال في مدينة كهذهِ مُخاطرة بكل ماأمتلكه
في في قلبي الصغير من أملٍ وصبرٍ وحُلم .
لكنني قُلتُ أنني مضطرة على خوض احدى النارين
وأخترتُ ما رأيته خيار من عذابٍ جميل وناعمٍ ورخو ..,
,
المُخيف هنا أنه لاطريق للعودة , ولا علىّ سوى التقدم أماماً
غيرآبه بكمية الأشياء المُتساقطة مني ...,
بشرى
http://img101.herosh.com/2010/07/17/660539915.jpg
أشعر أن مَوقع هَذه المَدينة ,
خَارج الحدووود , في مكان خلفيّ من كُرة الأرض
خلف الشَمس والقمر
بعيداً عن الغَيم والمَطر
في مَسارٍ مُفرغ تَدور وَحدها بِمنائ عَن العالم أو العالم بِمنائ عنها
لايهم ...,
ولكن المُهم أنها بَعيد عَن النبض عن الحياة عن النور
أرضها لاتحتمل الخُطى .., وعرة خربة جداً
ومضى دهراً على سمائها وهي لم تَتلذذ بملامسة الغيّم
وأهلها على حافة المَوت ...أو أدنى ..!
بشرى
http://img105.herosh.com/2010/07/18/805681872.jpg
احترفتُ التَحديق ,,
ربما احترفتُ التَحبير .,
في مَدينتي الَجديدة , كل الإحتمالات قَد تَحصل وفي ساعاتِ مُتأخرة من العُتمة
فَهي مَدينة لا تآبه بشئ ..,
حتى بساكنيها لا تُظهر أي ّ إهتمام بهم ..
تُشرق عليهم بوجهٍ شاحب مريض , تَبث ذلك إليهم بأشعةٍ فوق بنفسجية
تصل أحياناً إلى السواد في بعض أيام هذه المدينه .,
وَقد تَمنح الورديّ بشحٍ شديد معروف عنها ....,
ولكن
بَعد أن أصاب السكان العمى .,
أصبحوا لايأبهون بشئ , طَبعتهم بِطابعها المُهترئ .,
وأنا لا زلتُ في عداد الغرباء المَنبوذين ,
أحتفظ بين ملامحي بكمية دهشه وكأنني خرجتث من القبور تواً.,
ولا أَلُموني
فكل شئ هنا يُثير الرعب , يُثير الوجع ,يُثير العذاب المُستتر البارد
الذي يمارس على الجميع طقوس الموت البطئ ..,,
http://img105.herosh.com/2010/07/18/449287538.jpg
لهِّذه المَدينة إسطورة واحدة , مُتَعددة المخارج والمَداخل
كاهي ..,
ولا زلتُ استمع إلى إسطورتها من فم العجوز
فربما أبلغ الأسباب ..,
وإن طالت الثرثرة ..,
بشرى
http://img104.herosh.com/2010/07/18/499996455.png
لا أملك إلاّ نفسي في هذه المدينة فَعنكم لاتسألون
بشرى
http://img104.herosh.com/2010/07/21/87468117.jpg
الفرح شحيح في مدينة الخراب تماماً كما هو العمران والنور
حتى الماء قليل جداً
اعتادوا سكانوا هذه المدينة على الإستيقاظ صباحاً قبل أن يُستهلك الماء
في تبادل مريع للعبوس
ثم الخروج وسط الخراب للعمل مع الخراب
ثم يأوي كل منهم قبل أن تغيب الشمس فلا كهرباء هنا ..,
بشرى
http://img104.herosh.com/2010/07/22/856835435.jpg
ثمة خرابين في هذه المدينة
خراب أسكنه وخراب يسكنني
http://img105.herosh.com/2010/07/26/51317750.jpg
كل صباح كنت استيقظ فيه
أهرع إلى نافذة عمياء وصماء
مُلصقه في جدر عاليه جداً..
لا تهب إلاّ بضع نسائم مُشبعة بثاني أكسيد كربون
هذه المدينة
لأرى هل استرد المكان عافيته ؟
هل عبرت نسمة ملونه عبر مدينتي الباهته ؟
هل هطلت سُقيا الحياة على أرض الموت هذه ؟
لكنني كل صباح أجد كل شئ في هذه المدينة مُحتفظ
بذاته تماماً كماتر كته البارحه .,
أو بالأحرى هو من تركني في إستراحة قصيرة مع نومٍ لذيذ
ليستردني صباحاً وأنا أكثر عافية
ويُمارس عليّ العذاب
طيلة أيام اليوم
وكأنني موعودة بِعذابٍ دائم مع هذه المدينة
وهكذا كل صباح
بشرى
http://img102.herosh.com/2010/07/30/249585757.jpg
على مدى إسبوعٍ كامل كنتُ أستهجن كل لمحات الفرح التي
تُضيء بها أعين المارة في مدينة الخراب
ولا أجد له سبب .,وكنتُ أصمت دوما خشية العواقب
الغير آمنه هنا
وكنت على وشك أن أتشبث بكرسيّ طويل وأتاامل
الفرح والإبتسام في وجوه أهل هذه المدينة
بنشوة المشتاق لها ..!
لعلني
أتشبع منها ولا أظنني ..
قد أستطيع القول أن نستثني هذا الإسبوع
من زمن هذه المدينة الرافضة للحياة
المُحنطى بالجدب
من غير السؤال عن السبب أو المسبب ؟!
بشرى
http://img105.herosh.com/2010/08/04/373216729.jpg
ذات مرة فكرت في إستعادتي من هذه المدينة
وأتمرد كاعادتي على مالايروق لمزاجية انثى عشرينية
بُرجيّة الدلو ..,
انثى تتصرف كا كل النساء ولكن بإستثائيتها
انثى مهووسة بشأن رشاقتها ,تتلذذ بوضع المكياج على وجهها
تهوى طليّ أظافرها بالأحمر ..,
تهب للمرآة ساعتين أو أكثر كل صباح ,
تتأمل ملامحها برضى تارة وبتذمر تارة أخرى عندما
تجد بثور قد ظهرت هنا أوهناك
انثى تردي الفساتين القصيرة ,والمجوهرات الثمينه
تُبلل نفسها في عطرٍ باذخ الرائحة
وتخرج للعالم بــكامل أناقتها ,تُجرّ الهدوء معها
ربما كان هذا الهدوء سبب نعتها بالغرور الذي لا تعرفه .
أردتُ اليوم أن أخرج لهذه المدينة ,وأنا بملامحي وبأناقتي وبهدوئي ,
كنت أخشى ردة فعل هذه المدينة الغضوب من فعلتي ..
ومن هيئتي المستنكرة بالنسبة لها
ولكنها فاجأتني صباح اليوم ,ولم تُحرك ساكناً
فاستعدتني ..
بشرى
http://img104.herosh.com/2010/08/04/112737125.jpg
أغلق الأبواب عليّ في مساءات موحشة جداً
اعتادت عليها هذه المدينة
وانزوي بركنيّ عليّ,
دون أن يكون لشئ آخر غير الصمت له مكان
حاولت كثيراً أن يصل صوتي ,أن أصرخ بأعلاه
في فراغات لا تُوصل الصوت أبداً
فتبينت
من كل تلك المحاولات
أن حبالي قد تقطعت
ولم أعد قادرة على الكلام
مثلي مثل باقي من يمكث وسط هذا الغث من الصمت الممميت !!
ولكنني أختلف عن هؤلاء الباقي بأنني
أتكلم بقلمي وأبكي بقلمي وأفرح بقلمي
من نافذه منسيه من نوافذ هذه المدينة ..
بشرى
http://img103.herosh.com/2010/08/06/181665838.jpg
ســ ينال مني هذا الخراب وشيكاً ..!!
"فَاللهم لُطفاً "
http://img104.herosh.com/2010/08/08/370671178.jpg
المكان هنا أخرس ..,بشكل مريع
يؤكد فكرة كانت تتربصني في وقتٍ مضى
"أن الأماكن ايضاً من شأنها أن تتحدث وأن
تَصمت "
ولاشئ يُضاهي حديث هذه المدينة ولا حتى صمتها ..
http://img104.herosh.com/2010/08/16/223306962.jpg
كانت منافذ الاتصال مفتوحة
وكنّا في غمرة الحديث !
تبادلنا كثير من الشوق ومن الحب الامتناهي
كانت أسلاك الهاتف تهتز لنبضنا
والسماعةٌ تحترقُ من حرارة أنفاسنا
كانت الموجات تتردد بهدوء بيني وبينه
وفجاة
انقطع الصوت !
كررتُ النداء ولكن مامن مجيب
أعدتُ الإتصال ولكنه
أصبح لايمكن العثور علية الآن
غشاني الصمت
ولكنه لم يُدم طويلاً قطعه
صوت الجرارات التي كانت تسير خلف منزلي
حينها تيقنت أنها السبب
وجرجرتُ شوقي ونُمت !
http://img102.herosh.com/2010/08/20/578200722.jpg
* نحن لا نستجلب الحزن في كثير من الأحيان هو الذي يطرقُ علينا أبواب تركناها مفتوحة سهواً ., ونتفاجئ بدخوله محتلاً ومغتالاً لمعنى السعادة في قواميسنا
فقط حينها
يجعلنا نتأكد من إغلاق كل الأبواب , مرة ومرتين حتى يُخال أننا مُصابون بالوسواس
ولكن الحزن أعظم مافي المهلوسين ..*
منذ دخولي هنا أضعتُ جلُ مفاتيح أبوابي , كنتُ لاأزال أنوح عليها باحثه بين الخراب ولم أجدها ..!
أتمنى لوتصرخ مفاتيحي وتقول تعالي أناهنا أغلقي دون الحزن الأبواب
أغلقي الأبواب
أغلقي الأبواب
ولاأظن أن شيئاً ما هنا يتكلم غيرصوتي المبوح بالألم جداً ,
ولن أجد لأبوابي أقفال غير الصبر ..,
فصبراً يارب العباد
http://img102.herosh.com/2010/09/02/180673751.jpg
فَهما كانت الليالي عادة موحشة فإنها تعرف جيداً
كيف تجعلها أكثر وحشة ..,
سأتجنب السهر, في ليلٍ كهذا يُعتبر السهر موت بطئ
يؤدي بيّ إلى عمقٍ الفراغ .,
وسألقى حتفي مؤكداً إذا لم يُشفق عليّ النوم بسويعات أتلذذ
فيها به ,
فَــ دوماً كنتُ أُمارس النوم كاوسيلة للهروب من كل شئ , من وسوسات تفكيري
من ظنوني وإحتمالاتي ., حتى كنت كثيراً ماأهرب مني ..,
وهاهي هذه المدينة تُرجعني لعادتي القديمة .,
وتُصالحني مُرغمة مع النوم ..
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir