العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قــطــرات الـقـصـة والروايــة
التسجيل القرآن الكريم اجعل كافة الأقسام مقروءة

قــطــرات الـقـصـة والروايــة ( خاص بالمواضيع غير المنقولة)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18-10-10, 11:29 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 مختار سعيدي  
اللقب:
:: قلم جديد ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 12-10-10
العضوية: 200
المواضيع: 7
المشاركات: 12
المجموع: 19
بمعدل : 0.00 يوميا
آخر زيارة : 15-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 30
قوة التقييم: مختار سعيدي is on a distinguished road

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 0
تلقي آعجاب 2 مرة في مشاركة واحدة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
مختار سعيدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي قصة قصيرة...من وحي نافذتها





قصة قصيرة..

من وحي نافذتها


اندفع تنصفق الأبواب وراءه كأن الأرواح تطارده ، خرج مسرعاَ يسابق قطار الموت ، و لما وضع يده على الباب مزقت صرخة الحاجة يمينه غبش المليساء ، فتوقف و عاد أدراجه و مهجة الفاجعة تخنق حبال الكلمات بعبراتها التي أبت أن تنحدر ، دخل عرفته و غلق الباب ثم استند إليه يحاول السيطرة على أثار الصدمة ، وضع أصابعه المرعبة على وجهه و ارتسمت عليه علامات الحسرة .. تقدم إلى وسط الغرفة ، دقات الساعة يردها الصدى من العمق كأنها ضربات على الصناجة تعلن عن اقتراب نهايته ، استدار ، جلس على السرير ، نهض قائماَ ، وقف بجانب الشباك يشد بقوة على الستار ، يتواري ، مرتبكاَ يبحث عن وضعية ما ، عن شئ ما ، عن سبب ما ، عن حجة ما ، أي شئ يدافع به عن قائد الحواس ، كل ما بين يديه في هذه اللحظة واه ، لا يستطيع دفع شبهة واحدة ، و بات طريد ضميره ، متشرداَ بين طوايا النفس ، تفزعه صرخات الباكيات النائحات المتتالية ، وتلاحقه اللعنة في أشكال و صور مختلفة عبر تلا فيق و إلتواءات الواجس حيث تتوالى ضربات العتاب بقوة في عمق العاطفة ، و حرمت عليه البديهيات التساؤل ...في هزج هذا الاضطراب تسرب التفكير إلى مخازن الماضي و سحب بقوة شريط وقائع سُجل أهمها على الهامش ، فظهرت على تغره ابتسامة المغفلين ساخرة ، و فتحت كوة ينفذ منها شعاع النور الذي يحمل الصور التي أسقطها أثناء التركيب ، مُرتبة و جدها ، تروي الحقائق التي كانت تتألم في الخفاء ، يقرأ التعليق عليها الأنا
و يخطر ، كأنه يروي خواطر وجع التأبين ... إنها حليمة ، الحسناء التي كنت تصبح على ابتسامتها و تمسي ، أمام الشباك تذكرك بيرقاء في قفص ، يضيئ وجهها الصبوح وراء قضبان النافذة دروب الصبر ، إنها ذلك النموذج لانعكاس صورة تكامل الخلق و الخُلق ، لقبها أهل الحي بـ ( العاقلة ). كُنتَ تسميها أنت ( البحيرة الهادئة ) ليست كتوأمتها سليمة ، هذه الشعلة المرحة المتفتحة إلى درجة الجنون ، جمال و دلال ، توهم بسهولة المراس و توقع المعجبين كأنها السحر آخره سراب ، تميل إليها كثيراً تشدك عجائب المغامرات العاطفية و ذكريات الطفولة ، إنها صورة طبق الأصل لأمها الحاجة يمينة المنظفة التي استشهد زوجها في حرب 1967 ، في الحقيقة حليمة مهوانة و من طبعك ، تتقاسمان الكثير ، ولكن مرضها العضال ، ذلك السرطان الخبيث الذي منعها من مواصلة الدراسة و الزمها البيت لا يرحمها و أي إشارة أو إثارة يمكنها أن تحدث كارثة و تحطم تلك المشاعر النبيلة في تلك الروح الرقيقة ، تقرأ في نظراتها الكثير و لا تفهم شيئاَ ، كأنها عقدة قصة لأديب محنك ، اعتادت الجلوس في وقار و سكون ، تتأمل حركة الكائنات من النافذة المقابلة لغرفتك . تضع على كتفيها ( شالاَ ) أحمر ، من بعيد يحس المتأمل فيها بدفء الطبع ، كأنها لمسة في لوحة رائعة ، تسهر إلى ساعات متأخرة من الليل ، تطالع بنهم ، كانت تحرجك كثيراَ بنظراتها لما تقف على الرصيف تنتظر عودة سليمة التي أتعبتك بخطاب العيون المترددة ، هكذا كنت تفهمها ، تتودد إليك و لا تستريح ، تحارب فيك اليقين بحذر و تزرع في نفسك و هماَ غريباَ ، تدمر بالنكت الهادفة كل خطاب تشم فيه رائحة الهوى ، جمعت بأعجوبة روابط العلاقات التي كنت تراها متناقضة ، حتى أحسست و كأنك مجرد حقل لتجاربها النفسانية ، معلق دائماَ بين التفاؤل و اليأس ، و لم تجد سوى حدائق النثر تقطف الكتابات منها و تسبح في أعماق الأدبيات ، ترتوي من نبعها ، و تطفئ بنورها لهب الشوق تنتظر ركن الجريدة بلهف شديد لتقرأ لتلك التي تمضي قصائدها و خواطرها باسم ( الغاربة ) كانت تكتب عن الحياة برفق و تكتب عن الموت بكل عنف
و تحد ، تكتب عن المستقبل بجرأة التفاؤل و حيوية العزيمة ، جعلتك تجزم أنها سليمة كانت تعكس بصدق صور قلم الحي ، صنعت منك بهذا التحبير و البوح فارساَ عنيداَ و شغفك احتراقها على الصحائف.
- هذه الحاجة يمينة ، التي تحبك كثيراَ ، تلمح إليك دائماَ لعلك تفاتحها في خطبة سليمة ، كانت ترى فيك مثالية الشاب و نبراس المراس الطيب والمزاج الهادئ ، لواء الحياء والكرم والرزانة ، هكذا كانت تقول لك دائماُ ، ألا تذكر هذا ؟ ! ربما كنت تعكس صورة المرحوم ..؟ولكن مواقف سليمة منك ألزمتك الصمت ، تتظاهر في أكثر الأحيان بالغباء ، تنتظر براءة قلب سليمة من عوارض تتكهنها .
في صباح هذا اليوم قررت أن تفاتح الحاجة يمينة بكل شجاعة ،تشكوا إليها قساوة سليمة وتقلبات طبيعتها ، حينها أحسست أن المرأة إكتساها نوع من الاعتزاز والافتخار إلى درجة الغرور ، وانصرفت في كبرياء دون أن تقول لك كلمة واحدة... لعلها تأكدت من صون شرف العائلة ، وانتابك نوع من الإشمئزاز والخجل ، وبدا الندم يلتهم صدرك ، فدخلت إلى البيت في حالة انهزام نفسي رهيب ، وفي المساء كثرت الحركة في بيت الحاجة يمينة ،خرجت لمعرفة ما يجري عند الجارة وعلمت أن حليمة المسكينة تعاني سكرات الموت ، جمع غفير من الناس أمام الباب ، جلست بجانب السياج تنتظر بأسف شديد نهاية مخاض الموت التي ستنجب المصيبة لهذه العائلة الطيبة ، خرجت سليمة ، وقفت أمام الباب ، وأشارت إليك فأجبت مسرعاُ، وأحسست آنذاك أنها في أشد الحاجة إليك ، كأنها تريد منك أن تحضنها ، تضمها بكل قوة ، مدت إليك رسالة وهي تحاول أن تتحكم في شفة ترتعش تحت وطأة عبرات العيون الهمعة ، ثم دخلت ؛ وضعت الظرف في جيبك و أخذت مكانك وسط الجيران و أنت كلك تساؤلات ... لماذا انتظرت إلى اليوم ؟ ! هل أقنعتها أمها ؟ ! و هل..؟
و هل ..؟ بدأ طريق المستقبل يرتسم أمامك كله سعادة ، أنت الوحيد الذي يبتهج وجهك المنث بالسعادة ، في هذا الموقف الحزين ، لفتت ملامحك فضول الكثير ، تحاول عبثاَ إخفاء خفقات الهوى في جنانك ، و فجأة تبادرت أسئلة أخرى .. و مـن يـدري ، لعلها كتبت إليك لتبتعد عنها ، تلومك عن جرأتك في الكلام مع أمها في هذه الظروف ؛ الـوقت غيـر مناسب لرسائل الحب و الغرام ! !.. إنها الصفعة الأخرى التي لم تكن تنتظرها ، يجب أن تقرأ الرسالة ! . تسللت إلى غرفتك و فتحت الظرف ، كم ارتحت لما بدأت قراءتها ، كانت الابتسامة تغزو محياك إلى درجة انفجار المناتح ثم بدأت تختفي شيئاَ فشيئاَ حيث بدأت ترتسم القحفاء على الحروف و الكلمات .. و هي تقول لك : " أكتف بطيفك و أنت قريب ، ولما تبتعد يحس كل شئ في نفسي أنه غريب . و لا أملك لك من وجودي إلا الوجدان ترعى فيه على جراح التردد خوفاَ من آلام التضحية و الوفاء ، لم أعطك من جسدي شيئاَ تتمتع به لأنه هالك و خشيت أن تطرد لمسات الأنامل الهوى بعد الأفول ، دعني أروي عطشك في أحلامي و يقتلني الضمأ يقظة على الأرصفة الضائعة ، أتحسر على مسند شرفتي و أنا أرقب كل يوم غُروب شمسي ، دعني احترق في معبد الهوى فإني و هبت جسدي لحبك قرباناَ تصلك بركاته تحفظك من كل سوء لم تعرف حقيقة ما يجول في خاطري حتى لا أعكر صفو المياه في بحيرتك ، و يقتل الصبر حبك ، وبنيت له محراباَ تزوره دموعي كل ليلة ، أسكب فيه عبراتي و أبث فيه آهاتي و تنهداتي ، ولم تعرف عن حبي لك شيئاَ حتى لا تغادر الابتسامة ثغرك و لا يجد الحزن لك منفذاَ ، وأبقى أنا أعيش لذكراك أخلد في الروح التي تفارق في يوم من أيام حبك صورتي ... أحبك من بعيد و أنا راضية بك نصيباَ من العذاب يهد ما بقي في قلبي من دوافع العتاب ، ولن أقول لك إني أحبك حتى يغمرني السكون يوماَ
و أتوارى تحت التراب ، و يبقى عهدي لك خالداَ يتحدى لا يثني عزمه الدهر و لا القهر . " حليمة الغاربة.
أغلق الشباك و تراجع إلى الوراء جلس على مكتبه ، أصابه البحران من هول الزلزال الذي ابتلع الحب العفيف في جوف تلك القلعة المهيبة.
و في مساء يوم من الأيام عاد إلى البيت مبكراَ ، فوجد سليمة جالسة في نفس المكان الذي كانت تجلس فيه حليمة ، تحمل بين ذراعيها طفلة بهية الطلعة ، تدوي قهقهتها في البيت و تزرع الحياة ، فوقف يسألها فاحتجبت و سقطت بسمته في التراب ، دخل إلى غرفته رتب مكتبه و حمل القلم الذي جن بين أنامله يكتب بكل قوة عن الموت و حرارة الجفاء ، يتحدى بما توحيه إليه النافذة المقابلة من تراتيل الأشواق ينشرها بإمضاء ( الغارب ) يكتبها للعبرة و الذكرى و أشياء أخرى لا يدركها إلا أصحاب الفواجع ..


مختار سعيدي

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : قصة قصيرة...من وحي نافذتها     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : مختار سعيدي














عرض البوم صور مختار سعيدي   رد مع اقتباس
قديم 23-10-10, 11:53 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : مختار سعيدي المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

مختار

\

لأرد هنا أحتاج لحرف هامة أبجديتي لن تصل له يوما

\

جميل حرفك

أينما هطل

حل الربيع

لقلبك الياسمين












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 24-10-10, 09:01 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
 مختار سعيدي  
اللقب:
:: قلم جديد ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 12-10-10
العضوية: 200
المواضيع: 7
المشاركات: 12
المجموع: 19
بمعدل : 0.00 يوميا
آخر زيارة : 15-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 30
قوة التقييم: مختار سعيدي is on a distinguished road

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 0
تلقي آعجاب 2 مرة في مشاركة واحدة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
مختار سعيدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : مختار سعيدي المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متاهة الأحزان مشاهدة المشاركة
مختار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متاهة الأحزان مشاهدة المشاركة

\

لأرد هنا أحتاج لحرف هامة أبجديتي لن تصل له يوما

\

جميل حرفك

أينما هطل

حل الربيع

لقلبك الياسمين


.................................................. ....................

متاهة الاحزان

حضورك وحده يصنع الحدث في متصفحي..

تحياتي و تقديري

مختار سعيدي












عرض البوم صور مختار سعيدي   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 8
متاهة الأحزان, مختار سعيدي, مشاعر انثى, الــمُــنـــى, بشرى, غاده, إتكاءةُ مطر, نسيان
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خواطر قصيرة جدا الشاعر منصر فلاح قـطــرات النـثـر و الخواطــر الأدبـيــة 2 27-10-14 12:30 AM
خرج و لم يعد ( قصة قصيرة ) . كليو باترا قــطــرات الـقـصـة والروايــة 4 27-11-13 10:19 PM
من المخطئ.. قصة قصيرة عبدالعزيز قــطــرات الـقـصـة والروايــة 4 23-12-11 10:37 AM
قصة قصيرة غاده قــطــرات الـقـصـة والروايــة 18 26-06-10 07:51 PM
(( قصة قصيرة جدا جدا )) مالي غيرك قــطــرات الـقـصـة والروايــة 3 21-02-10 10:52 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 12:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009