العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
التسجيل القرآن الكريم اجعل كافة الأقسام مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-06-10, 11:17 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
Lightbulb سلسلة أيها الأزواج رفقاً بالقوارير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أتيت لكم اليوم بسلسة ( أيها الأزواج رفقاً بالقوارير) رائعة من المقالات المفيدة جداً لكل زوج وزوجة
حتى نكون مجتمع إسلامي سعيد نواته الأسرة الإسلامية السعيدة

هذه السلسلة بقلم / سلمان بن يحي المالكي

وسيتم تباعاً مدكم بهذه الأجزاء
وإليكم مقدمة هذه السلسة

مقدمة سلسلة ( أيها الأزواج رفقاً بالقوارير)


إن مما فطر الله عز وجل عليه الكائنات الحية في هذه الحياة الدنيا أن جعل الزواج طبيعة وجبلة فيها ، به يسكن بعضها إلى بعض ، ويحصل التناسل والنماء والتكاثر ، فالزواج سكن نفسي ، وتفريغ جسدي وشعور بالأمن وعدم الخوف ، ويقين بدوام الأنثى مع الرجل في كل وقت وحال ، وإحساس بتسامي العواطف والمودة الصادقة وبُعدها عن الامتزاجية والتزييف ، نعم .. إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة فراش وجنس كما يفهم بعض الأزواج .. لا ، إنها علاقة حميمة عميقة الجذور ، بعيدة الآماد ، العلاقة بين الزوجين علاقة عقل وعاطفة ، نعم .. عقل يسير أمور الحياة بحكمة وعاطفة تخفف من لهيب شمسها الحارقة ، العلاقة بين الزوجين علاقة قلبين وروحين بينهما من التقدير والاحترام والتعامل مالا يمكن رسمه أو وصفه .
روحُها روحي وروحي روحها ولها قلب وقلبي قلبهـا
فلنا روح وقلب واحــد حسبها حسبي وحسبي حسبها
العلاقة بين الرجل والمرأة علاقةٌ سامية نبيلة طاهرة ، علاقة ربانية أنزل الله عز وجل في شأنها قرآنا يتلى إلى قيام الساعة " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة "

إن السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان ، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه ، وكثيرون هم الأزواج الذين يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم ؟ ولماذا يفشلون أحيانا في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها ؟ ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين أولا وأخيرا ، إذْ لا بد من وجود المحبة بين الزوجين ، وليس المقصود بالمحبة هو ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ أخرى ، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين ، والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها بل لا بد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين مع بعضها البعض ، ولذلك فلا ريب أن نسمع بين الحين والآخر كثيرا من الأزواج من يهمل حبيبة قلبه وينسي رفيقة دربه ويقسوا على نبع حنانه ويجفوا بحر أمانه ، لا ريب أن نرى بين الفينة والأخرى من يعرض عن ساكنة الوجدان ، ويسئ التعامل مع تلك الوردة الشذية والزهرة الندية والدرة السنية الزوجة الأبية ، نعم .. لا ريب أن نسمع جراحا غائرة ، ونوازل عاثرة ، ودموعا هامرة ، وأفئدة ملتهبة في علاقات كثير من الأزواج مع زوجاتهن ، لا ريب أن نسمع عن كثير من الزيجات ممن تصيح وتأن من معاملة زوجها تحت وطأة الضغط وبين جدران البيوت ، واللاتي يشكين في نفس الوقت من التصحر والجفاف في الحياة الزوجية ، ويفتقدن كثيرا من الكلمات العاطفية ، ويعانين جدباً في العبارات الغزلية ، والتي تتمنى الواحدة منهن أن تسمع من حبيب روحها وهوى فؤادها ، ما يأسر فؤادها ، ويهز وجدانها ، وتطرب لها أركانها ، نعم .. كثير هن الزوجات اللاتي يعشن حياة سطحية بائسة ولقاءات جافة جامدة لا تتجاوز أحاديث الحياة اليومية وهمومها ، والتذكير بالواجبات المنزلية ومشكلاتها ، والله المستعان ..

فيا ترى .. ما هي الأسباب ولماذا هذه الأعراض ..؟ وكيف نعالج هذه الأسقام ..؟ وإلى متى يعيش الزوجان في قفص صغير لا يتجاوز حدود الأخذ والعطاء في الحياة اليومية .. ؟
أسئلة تبحث عن إجابة .. أرجئ الإجابة عنها في اللقاء القادم ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته














عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-10, 11:18 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم الجزء الأول من هذه السلسلة القيمة

سلسلة أيها الأزواج رفقاً بالقوارير

الجزء الأول
بقلم / سلمان بن يحي المالكي


وللزوجات هموم وآهات ..


إلى كل من يسعى إلى السعادة الزوجية ، وإلى كل من يعاني من بعض المشاكل الأسرية ، إلى الزوجين الذَيْن يعيشا في البيت الزوجي وفي العش السكني ، عليكما أن تعرفا جيدا أن سر السعادة الزوجية هو قيام بيتكما على محبة الله وطاعته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي بيده سبحانه أن يوفق ويبارك ويجمع بين قلبيكما ، فوالله إن طاعة الله لها أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين ، والمعصية لها أثر عجيب في كثرة المشاكل والخلافات وعدم الوفاق بين الزوجين ، فمتى ما قامت الأسرة على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وإقامة شرع الله وترك معصيته كبيرة كانت أو صغيرة فلتهنأ الأسرة والزوجين معا بالسعادة والسرور والاستقرار الدائم في الدنيا ويوم لقاء الله ، ولهذا فإن الحب له همسات ولمسات وأرقى معانيه وأسمى معاليه : التقاء قلبين يؤسسان على طاعة الله حياتهما ، ويزرعان في صحراء السنين غرسهما ، على الصدق يلتقيان ، وعلى العهد يمضيان ، وينْقشان على جبين الدهر حروف الوفاء .. حبيبين صديقين عروسين ، فما ألذ الحب في رحاب الله ! .. رفيقين ، ونعم الرفقة على منهج الله .


أيها الزوج المبارك ..


هذه نماذج أطرحها بين يديك ورسائل أبثها بين ناظريك ، شكاوى أنثرها ، ومآسي أطرحها لترى بأم عينيك حقيقة التألم والتأوه والتفجع الذي يصيب بعض نساءنا المتزوجات ، نعم .. هذه همومهن وآلامهن الزوجية أطرحها لنعرف حقا الواقع المرير المؤلم المؤسف الذي يخيّم على بيوت بعض المتزوجين والمتزوجات من بني جلدتنا ، وما بقي وربي في حبيس الصدور ولم يصل إلى السطور أكثر وأعظم ..

الآهة الأولى .

زوجي لا يهتم بي إطلاقا ، يكون دائما عابس الوجه ضيق الصدر ، فأنا مع قيامي به وتقديمي له الراحة والإطمئنان ، إلا أنه سيء الطبع ، ذميم الخلق سريع الغضب , كم رأيته والله المرة تلو المرة بشوشا مع أصحابه وزملائه متوددا لأقربائه وجيرانه ، أما أنا فلا أرى منه إلا التوبيخ والمعاملة السيئة وقد راودتني نفسي عدة مرات أن أرفع السماعة فقط لأحظى بشعور الحب ، لكن خوفَ الله يمنعني .

الآهة الثانية .

لا تتعجب يا زوجي طالما طرحت على نفسي هذا السؤال ، وطالما سمعته من صغاري وهو : أين تقضي وقتك خلال الأسبوع ؟ نرى أن الأصدقاء والزملاء والرحالات والاستراحات قد أخذت وقتك كله ، بل ليس لنا من دقائقك إلا القليل القليل ، وهل يا زوجي الزملاء والبيع والشراء أحق منا بوقتك ؟ دعني أُرجع ذاكرتك إلى الوراء سنوات وقرون لترى من كان أكثر منك عملا ودعوة ومقابلة وتعليما لترى نبي هذه الأمة وقائدها ومعلمها صلى الله عليه وسلم مع كثرة أعبائه ومشاغله إلا أنه أعطى كل ذي حق حقه فهل تمنحني حقي ؟ وتبادلني الشعور ..؟

الآهة الثالثة .

مشكلة زوجي أنه كثير الصمت ، لا يتكلم لا يشتكي لا يناقش ، فقط يكتفي بالصمت وإذا ناقشته في أمر من أمور حياتنا هزَّ رأسه وربما وضع اللوم عليّ ثم يسكت طويلا ، فأنا والله لم أهمل نفسي يوما من الأيام تجاهه ، بل أقوم بواجباتي الزوجية من نظافة الجسد والمكان والأولاد ولكن دون فائدة ، لم يُسمعني كلمة جميلة رقيقة حانية عفيفة ، لم يبادر في يوم من الأيام بمدحي ولو بشيء يسير من الكلمات التي طالما انتظرتها منه ، كم كنت أتمنى أن يقول لي : ما أحلى هذه الأكلة ! ما أجمل هذا الفستان ! ما أروع هذه النظرة ! بل والله لقد كنت أطوي الليالي الطوال مريضة ولم تحمله نفسه على أن يضع يده على جبيني أو رأسي ، أو أن يدعوا لي بالشفاء العاجل ، أو يقرأ عليّ رقية شرعية من كتاب الله وسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم ، نعم .. كم كنت أتمنى أن يريني مثل ما أريه من حسن العشرة وجمال التودد فقد والله أتعبت نفسي من أجله ، وبذلت جل وقتي له ، فأين يا ترى حقي ..؟

الآهة الرابعة .

منذ تزوجت .. وزوجي يضربني ضرب الدواب ، وكنت أحسب هذا شأن الأزواج كلهم فأنا يتيمة وصغيرة وجاهلة ومنعزلة عن الناس ، وبقيت على هذه الحال سنوات طويلة ، حتى أنجبت بنتا معوقة وصرت لأجلها أتردد على المستشفى بكثرة ، فاختلطت مع النساء وتعرفت على أحوالهن ، عندها .. عرفت أن وضعي غير طبيعي على الإطلاق .

الآهة الخامسة

زوجي يتنكد مزاجه في أوقات كثيرة لأتفه الأسباب ، فينهال عليّ بالضرب ويأمرني بعدم البكاء أو الصراخ ، ولو فعلت ذلك اشتاط غضبه وازداد بطشه ، فإذا توقف عن الضرب وجب عليّ تقبيل رأسه والاعتذار منه ، والمضحك والمبكي في نفس الوقت ، أنني في الغالب ليس لي شأن بالسبب المثير لأعصابه ولكنني أبقى أنا الضحية نعم .. أبقى أنا الضحية ..

فلماذا هذه الآهات والحسرات ..؟ لماذا هذه الهموم والتصرفات من بعض الأزواج ..؟ أسئلة محيرة ، وأساليب خاطئة ، تبحث عن حلول وتحليلات ، وتوجيه ومصارحات ..

أرجئ الإجابة عنها في اللقاء القادم

إن شاء الله تعالى ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-10, 11:21 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (2)

سلمان بن يحي المالكي

لنكن قلبا واحدا ..!
الحب تضحية وعطاء ، الحب ليس مجرد غزل وادعاء ، الحب بين الزوجين رابطه رابط شرعي سماوي رباني ، نعم .. حب الزوج لزوجته قربة وطاعة وهو حب نافع تحصل به المقاصد النافعة التي من أجلها شرع الله النكاح لغض البصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله ، فإن لم يكن الحب أيها الزوجان فتحببا لبعضكما ، فإن التحبب داعية الحب كما يُقال .. وإليك أيها الزوجين بعضا من تلك الأسباب التي تورث المشكلات في الحياة الزوجية .

أولها : فإني قلبت نظري ، وأمعنت ببصري في أحوال كثير من مجتمعاتنا العامة على حسب المستويات ، فإذا بنسب الطلاق تفوق المئين والمئات بل الآلاف ، نعم .. نسبة الطلاق في مجتمعاتنا كثيرة بشكل كبير وملفت للنظر ، مما يستوجب العناية الخاصة والاهتمام الكبير بمعرفة أسباب الطلاق ودوافع ذلك والسعي الحثيث إلى علاج تلك الأسباب واستئصالها .

ثانيا : قد يحاول كثير من الأزواج ـ رجالا كانوا أو نساء ـ الهرب من جحيم المشاكل الزوجية ودوامة الخلافات المستمرة بين الزوجين ، والاضطراب وتوتر الحالة النفسية المترتب على تلك الخلافات والمشاكل بسبب غياب ذلك الحب وفتوره مما يؤدي إلى الفتور والملل في الحياة الزوجية ، إلى أن يكون أحد الأزواج فريسة للمخدرات والمسكرات عياذا بالله ، وكم سمعنا والله من زوجة تشكوا من زوجها لوقوعه في براثن السكر والعهر وأحضان المخدرات ، فهذا واقع كثير من بيوت المسلمين هاربين من عذاب المشاكل والمعاناة متناسين واقعهم الأليم ، فيصبحوا بعد ذلك فريسة الإدمان والحرمان ، ثم لا تسل بعد ذلك عن ضياع الأولاد وانتشار الجرائم الأخلاقية كالزنا واللواط والسلب والنهب والسرقات ، باحثين بزعمهم عن السعادة الموهومة والمتعة المزعومة وهم في الواقع كالمستجير من الرمضاء بالنار .

ثالثا : من المعلوم بل المعقول أن الخلافات الزوجية والمشاكل العائلية تؤثر تأثيرا سلبيا على نفسية الزوجين معا ، وبالتالي يقل إنتاجهما في هذه الحياة ، ويضعف تضاءل قدرتهما على البذل والعطاء ، لما فيه مصلحة دينهما ونفسيهما ومجتمعها وأمتهما ، بل ينعكس ذلك على الحياة الزوجية كلها ، بل وعلى البيت والأولاد أضف إلى ذلك أن تلك المشاكل والخلافات لها تأثيرا كبيرا وسلبيا على الأبناء من بنين وبنات ، فكم سببت لهم عقدا نفسية ، ورسخت في أذهانهم أفكارا مغلوطة ، ومفاهيما معكوسة تجاه والديهم وأقاربهم ومجتمعهم ، مما أثرّ حقيقة على مستقبلهم ، وطريقة تفكيرهم في حياتهم وأسلوب تعاملهم مع الآخرين ، فكم من ولد ذكر كان أو أنثى حُرم المودة والحنان والشفقة والإحسان ، في طفولته وفي رعيان شبابه فأصبحنا بين عشية وضحاها نرى جيلا من شبابنا وفتياتنا يخرجون للمجتمعات ويتطلعون للعالم وهم لا يعرفون حقوقهم الزوجية تجاه بعضهم البعض ولا حتى التعامل السوي في حياتهم العائلية مما أدى إلى الوقوع في مثل هذه المشاكل والخلافات .

رابعا: ونحن في عالم أصبح البعيد فيه قريبا والغريب حبيبا في زمن وعالم يسّر الله لأبناء هذا العصر ما يسره من اكتشافاتٍ واختراعات في وسائلِ الاتصالات والتقنية من أنواعِ الهواتف وشبكات المعلومات ، وقنواتِ البث وغيرها من وسائل الاتصال والإعلام ، من مسموعها ومقروئها ومشاهدها ، مما أدى إلى انتشار الغزو الإعلامي العجيب السريع والامتداد الهائل للفضائيات ، حتى أصبحنا نعيش في عالم ضجّت فضائياته بالحب والغرام والعشق والهيام التي امتلأت بها الروايات العاطفية والمسلسلات والمسرحيات والأفلام ، فأخذت تغزونا من كل جهة فتفتحت الأبصار ، وتفتقت الآذان ، واليوم نشكو إلى الله من أناس أفسدوا الحب بالتعري والمسلسلات والأفلام والغناء والمجون ، مما أدى بكثير من الأزواج والزوجات إلى مقارنة واقعهما المرير بتلك الصور العاطفية الرقيقة المرهفة ، وهنا يتردد في نفسية كل زوج تجاه زوجته ، وكل زوجة تجاه زوجها بأن يسأل أحدهما الآخر : لماذا زوجي لا يعاملني كتلك المعاملة الرقيقة ؟ ولماذا لا تعاملني زوجتي كتلك المعاملة المهذبة ؟ والتي شُوهدت عبر وسائل الإعلام إما في قصة حب وغرام ، أو في مسلسل كذب وافتراء ، مما سبب بعد ذلك من إلقاء الاتهامات المتبادلة بين الزوجين ، فكلٌ يحمّل الآخر مسؤولية الوضع المزري والمتردي ، والتي ووصلت إليه حياتهما الأسرية فالزوجة ترى نفسها مظلومة مهضومة الحقوق ، والزوج يرى تلك الرؤية والله المستعان .

خامسا : الجفاف العاطفي بين كثير من الأزواج وعدم التعبير عن مشاعر الحب والمودة تجاه كل منهما ، هذا إن وجد هذا الحب وهذه المشاعر إلا أنها تبقى مكتومة يثقل على اللسان إخراجها وبثها ، ويندُر التكلُم بها والتعبير عنها ، فالقليل منا من يسمع شيئا من العواطف والمحبة بين أبويه ، بل وربما انتقل هذا فينا نحن الأزواج وفي أولادنا ، أضف إلى ذلك بعض العادات والتقاليد وطبيعة المعيشة والبيئة التي لها الأثر الكبير ، وبالأخص جنس الرجال ، حيث القوة والرجولة وشدة الطباع وربما الجلافة والفضاضة عند البعض ، فقد نسوا والله هؤلاء الأزواج أن الله جعل هذا الحب في النفوس لأهداف سامية ، وغايات عظيمة وجعل لهذا الحب آدابا شرعية ليعش الزوج والزوجة بعد ذلك في جنة الدنيا والسعادة الحقيقة والحب الصادق المبني على العفة والاحتشام بعيدا عن الفحش وبذاءة اللسان .












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-10, 11:22 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (3)


سلمان بن يحي المالكي

ويوم ينتهي الحب تطلق النحلة الزهرة

الحب هو ماء الحياة بل سرها ، الحب هو لذة الروح بل روح الوجود ، الحب إخلاص وصفاء ونقاء ، الحب عهد ورسالة ومبدأ ، الحب من أسمى المطالب في الحياة ، سعيد من فهمه وناله ، شقي من جهله وحُرمه ، بالحب تصفوا الحياة وتشرق الشمس ويرقص القلب ، بالحب تُغفر الزلات وتقال العثرات وترفع الدرجات ، ولولا الحب ما التف الغصن على الغصن ، ولا عطف الضبي على الضبية ، ولا بكى الغمام على جدب الأرض ، ولا ضحكت الأرض لزهر الربيع ، وحين ينتهي الحب ويضيع تضيق النفوس ويكون البغض وتكثر الخلافات والمشاكل ، ويوم ينتهي الحب تنتهي الأزهار وتظلم الأنوار وتقصر الأعمار وتُجدب الأرض وتكثر الأمراض ، ويوم ينتهي الحب تطلق النحلة الزهرة ويهجر العصفور الروض ويغادر الحمام الغدير ، نعم .. إن الحب من أهم المحركات الرئيسية للحياة الزوجية ، إذا فقد فقدت الحياة واللذة الزوجية ، وإذا وجد وجدت الحياة ولذتها ، ولئن كان الماء سر وجود الكائنات فالحب سر وجود الأرواح وصدق من قال :
إنما الحب صفاء النفس من حقد وبغـض
إنها أفئدة تهــــوى وتأبى هَتـك عرض
وجفون حــــذرات تلمح الحسن فتغضي
إن أصفى الحب وأعذب العشق وأرقّ الغرام وأحلى الهيام بين الزوجين لا يكون إلا بعد الزواج ، فالحب المتبادل بينهما يظهر في الاهتمام المتبادل بشؤون الطرف الآخر ومتابعة أحواله والتضحية من أجله ، نعم .. يظهر الحب بين الزوجين وتتجلى الرومانسية في حياتهما في ساعات الرضى والغضب وأوقات الصلح والخصام وتربية الأطفال ، يظهر الحب بين الزوجين في الملاطفة أثناء التعامل اليومي والحرص على السلام والتعانق والتقبيل وتبادل المشاعر ، وإذا ما تكاثرت وازدحمت الأعباء على كلا الطرفين ، فما أجمل لقاء الحبيب بحبيبته والزوج بزوجته عصفورين متحابين متعاونين
.

أيها الزوج الكريم ..


إذا أردت أن تنعم بعبق الزهور وتغريد الطيور وشذا العطور ، وتستمتع بالزهرة الندية واللؤلؤة البهية وتستظل تحت الدوحة الغناء وترتشف من معين البذل والعطاء فبدون شك أنها حبيبة قلبك ومهجة فؤادك وريحانة ضميرك زوجتك الغالية ، فما أجمل ذلك القلب الرقيق ، وما أروع تلك العاطفة الجياشة ، وما أسمى ذاك الفؤاد الحنون ، نعم .. إنها الزوجة أجمل ما في الكون ، زينة الدنيا وعطر الوجود وسلوان الفؤاد وبهجة الضمير ، تُظلم الأيام في وجه الرجل فتشرق حياته على ابتسامة المرأة ، وتعبُس الأحداث في دنيا الزوج فيعزف ألحان الرضى على نغمات المرأة ، وتقسوا الليالي فتذوب قسوتها بزلال من حنان المرأة ، لو صرخت الدنيا قائلة للرجل أكرهك فإن المرأة إذا قالت أحبك نسفت ذلك كله ، سكنت وجدان النبي صلى الله عليه وسلم وملأ بالسعادة قلبها يوم قال " أصبر على الأكل والشرب ولا أصبر على النساء " [ أخرجه الإمام أحمد ] تشرب المرأة فيدير الكأس ويشرب عليه الصلاة والسلام من موضع فمها ، تسافر معه فيسابقها ويمازحها ويضاحكها ، يجلس على مائدتها فيأنس لحديثها ويضحك لمزاحها ، يهتف بحقوقها وعدم ظلمها ، ويلفظ أنفاسه الأخيرة ويودع الحياة وهو يتمتم قائلا " استوصوا بالنساء خيرا " إنها المخلوق العجيب الرقيق الذي تحتاج منك أن تكون لها السماء التي يظلها وتحتويها ، لتكون لك بعد ذلك كالشمس في النهار وكالقمر في الليل ، تحتاج منك أن تكون لها الأرض الخصبة لتكون هي المطر المدرار الذي ينبت الشجر ويخرج الورد والرياحين وينتج الثمار الناضجة ، إنها تريدك أن تكون لها الينبوع الصافي المتدفق ، لتكون هي النهر الرقراق الذي يلتقي ذلك الينبوع ويحتضن كل قطرة منه ، إنها تريدك أيها الزوج أن تكون لها مصباحا يضيء ظلام حياتها ، لتكون هي الزيت الذي يوقَد به ذلك المصباح ، تحتاج منك فقط شيئا واحد ، أن تُحبَها ولكن بصدق وإخلاص وحب ووفاء ، تحتاج منك أن تحافظ على مشاعرها وتراعي أحاسيسها ، ووقتها أجزم لك أيها الزوج جزما قاطعا بل أقسم لك وأحلف بالله الذي لا إله إلا هو أنها ستكون لك بعد كل هذه المعاملة : زوجة وأما وأختا وبنتا وتلميذة وخادمة ورفيقة درب وشريكة حياة ، وقتها ستضحي بحياتها من أجلك ، بل ستحارب كل الدنيا لئلا يخطفك منها أحد ، بل والله لو وضعوا الدنيا بزخارفها المتنوعة في كفة ووضعوك في كفة لرجّحت كفتك ولاختارتك دونا عن

كل البشر ،
فيا أيها الأزواج : رويدا رويدا ، ورفقا رفقا بالقوارير ..












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-10, 11:24 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (4)


الزوجة .. المودة والرحمة والجمال والبسمة .

بقلم /سلمان بن يحي المالكي

أيها الزوج المبارك ..
لا بد أن تعلم أن الزوجة شقيقة الرجل ، هي نور المنزل وجماله ، والقائمة عليه والمدبرة لشؤونه ، الزوجة صانعة الأجيال ومربية الأطفال وحاملة الأولاد وحاضنة الأبطال ، كم تعبت في حملها ، وقاست الآلام في جسدها وتعرضت للهلاك في وضعها ، مشقة في إرضاعها ، سهر وتضحية براحتها لأولادها ، كم تعبت أيها الزوج واسترحت ، وسهِرتْ ونمت ، حملت أولادك خِفّا ووضعتهم شهوة ، وحملتهم كرها ووضعتهم كرها ، تحملتْ ضجيج الأطفال وتبرمتَ ، اقتربتْ هي منهم وابتعدت ، هل فكرت في حالك أيها الزوج لو مرِضَتْ زوجتك في يوم من الأيام وبقيَتْ على سريرها الأبيض في المستشفى لا قدر الله وبقيتَ أنت أسير المنزل مع أطفالك ، هل تستطيع الصبر على ضجيجهم ؟ هل تتحمل مشاجراتهم ؟ ما هو حالك وإياهم مع الغداء والعشاء ؟ ما حالك معهم في نظافة المنزل وملابس الأطفال ؟ بل نظافة أبدانهم ؟ وإماطة الأذى عن الرُضَع منهم ؟ كيف أنت في الصباح الباكر وأنت تجهزهم بثيابهم إلى مدارسهم ؟ أضنك حينئذ أنك غيرَ محسود على ما أنت فيه من العنت والشقاء ..

نعم.. الزوجة قلب رقيق ، وعاطفة جياشة ، وفؤاد حنون ، الزوجة هي المودة والرحمة ، والسكن والنعمة والجمال والبسمة ، تُظلم الأيام في وجه الرجل فتشرق حياته على ابتسامة الزوجة ، وتعبس الأحداث في دنيا الزوج ، فيعزف ألحان الرضى على نغمات الزوجة ، وتقسوا الليالي الظلماء فتذوب قسوتها بزلال من حنان الزوجة ، نعم .. الزوجة بطبيعتها تأسرها الكلمة الجميلة ، وتهزها العبارة الرقيقة ، وتسحرها الابتسامة الصافية ، وتذيبها المشاعر الصادقة ، وتسلب فؤادها المعاملة الحسنة المهذبة .
أن كل زوجة على وجه هذه البسيطة تحب أن تسمع من زوجها كلمات المدح والثناء ، وأن يصفها بالحسن والجمال والملاحة والدلال ، إن كل زوجة في هذه الدنيا تتمنى أن يكون زوجها قويا في شخصيته وتعامله ، سواء معها أو مع الآخرين ، فهي تكره الزوج الضعيف ، المنخذل الشخصية ، المتردد الغير حازم وجازم ، فلا تستشعر بكيانها الأنثوي الرقيق الضعيف إلا إذا كان زوجها قوي الكيان ، مستقلّ التفكير ، رجلا فذّا ، لكن تلك الشخصية القوية وتلك الرجولة الفذة لا تعني بحال من الأحوال ، أن تكون أيها الزوج ظالما مستبدا في تعاملك مع زوجتك ديكتاتورا متسلطا في علاقتك معها ، لا همّ لك إلا إصدار الأوامر وإبداء النواهي ، نعم .. لا تعني تلك الشخصية القوية أن تكون مع زوجتك عنيفا قاسيا بذيء اللسان سيء الأخلاق .
إن أكبر خطئ يرتكبه بعض الأزواج اليوم أنهم يعاملون نسائهم كما كان أباؤهم يعاملون نساءهم في الزمن الماضي ، نعم .. إن الزوجة اليوم تختلف عن الزوجة الأمس ، فزوجة اليوم تواجه موجات من الثقافات والآراء ، إنها اليوم تشاهد وتقرأ وتسمع ، إنها ترى ما لم يُرى من قبل ، وهي في أمسّ الحاجة اليوم إلى الإقناع والحجة كما هي في نفس الوقت بحاجة إلى الحب والعطف والتقدير ، إنه وللأسف ومع بالغ الأسى والحسرة لا يعرف كثير من الأزواج كيف يتعامل مع زوجته ، لا يعرف كيف تفكر أنثاه ، وبماذا تشعر وتحس ، كم من زوج أبكى زوجته وما أفرحها ؟ كم من زوجة فقدت الكلمة الطيبة الرقيقة الحانية من زوجها ؟ من منا يُبدي إعجابه بما عملته زوجته أثناء غيابه من تنظيم أو ترتيب أو أكل أو شرب ..؟ من منا يُخرج عبارات اللطف والثناء والتقدير ويجلس مع زوجته ليحدثها ويضاحكها ويشاركها همومها ويطلب منها رأيها ويثني عليه حتى ولو لم يكن رأيها صائبا ؟ من منا ينتزع نفسه من سهراته وجلساته ليسهر مع درة زمانه وحبيبة قلبه ومهجة فؤاده ، ويخصص يوما ليخرج فيه مع زوجته فيغير من جوِ المنزل ورَتابةِ الحياة ..؟ من منا يشتري الهدية المقبولة بين الفينة والأخرى ويفاجئ بها زوجته ويقدمها لها معبرا عن حبه وتقديره وارتباطه بها ..؟ من منا يستعد للتنازل عن رأيه في مقابلِ رأي زوجته الذي لربما لم يقدم ولن يؤخر شيئا في حياته اليومية ..؟ من منا يتلمّس حاجة الزوجة ومطالبها ويسعى جاهدا لتحقيقها مؤكدا بذلك على اهتمامه بخصوصياتها وحرصه على تحقيق طلباتها ..؟ من منا يقدر أهل زوجته ويحسن إليهم امتدادا لتقدير الزوجة ومراعاة شعورها ..؟ من منا من يتغاضى عن العيوب والزلات وينبه عليها بطريقة حكيمة وغير مباشرة ..؟ من منا يساعد زوجته في شؤون منزله تخفيفا عليها ورحمة بها ..؟ كم هم أولئك الأزواج الذين يظنون أن المهم الأهم في الحياة الزوجية الأكل والشرب وتقديم طلباته غضة طرية سريعة ، كم هم الأزواج الذي يتناسون أن الابتسامة والرقة والرحمة والحنان والاحترام لكيان الزوجة ، وتقديرها مشاعرها هو الذي يكسبها احترامها له ، وهيبتها منه وتوقيرها لكلامه ، وقبولها لآرائه وأفكاره ، يظن بعض الأزواج أنه بقسوته مع زوجته وغلظته وتسلطه عليها وجفائه في التعامل معها ، يفرض عليها هيبته ويكسب تقديرها واحترامها له ، وطاعتها لأوامره ، فلا تجرؤ على مخالفته أبدا ، فتكون عنده خادمة مطيعة ، ويظن آخرون أنه باعتذاره من زوجته إذا أخطأ عليها أو تعامل معها برقة وحنان وعطف ولطف ، يفقد احترامها وتقديرها ، وتسقط مهابته من قلبها ، وكل هذه وربي هي في الحقيقة مفاهيم مغلوطة معكوسة تعشعشت في عقول كثير منا إلا من رحم ربي ، بل إنه لا يعرف وربي حقيقة هذه المفاهيم إلا من عرف طبيعة نفسية الأنثى الرقيقة الحساسة ، فها هو رسول الهدى ونبي التقى صلى الله عليه وسلم يضع لنا أسسا لبناء الحياة الزوجية ، من تقدير واحترام ، وتودد ومحبة ومكارم أخلاق ليعلن للعالم صلى الله عليه وسلم أن في ديننا حبا ومودة ومشاعر وأحاسيس ، ليعلن للعالم أجمع أن هذه الشريعة مليئة بالحب الصافي والنبع الحاني ، ولكن العيب فينا نحن أيها الأزواج ، نعم .. العيبُ فينا ، لا في غيرنا ، فما أكثر تلك المواقف التي توضح المحبة والمودة في حياته صلى الله عليه وسلم لأزواجه في التعامل معهن ، وسأعرض الكثير من هذه الصور خلال اللقاء القادم بإذن الله تعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-10, 11:25 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (5)


بقلم / سلمان بن يحي المالكي


الزوجة والصدود العاطفي


أخي الزوج المبارك ..

أتدري من زوجتك ؟. إنها فراشك وموضع سرك ، وأسيرة بيتك ، إنها موطن المودة والرحمة التي قال الله عنها " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةًَ " إنها موضع قضاء وطرك وإعفاف نفسك ، إنها طاهية طعامك وكانسة منزلك ، ومنظفة ملابسك ، ومرتبة حالك ، ومربية أولادك ، فهل أدركت يا ترى كل هذه الأبعاد ؟ إن كثيرا من الأزواج لم يعد يأبه بزوجته فلم يتق الله في أهله ، ولم يرع العهود التي بينه وبين زوجه ، فرويدا .. رويدا .. ورفقا رفقا بزوجاتكم ، ومزيدا مزيدا من حسن التعامل ، ولطف العشرة ، ودماثة الخلق معهن .

إني أخاطبك ، وأنادي فيك رجولتك قبل عقلك ، أخاطبك وأناديك بخطاب رسولك صلى الله عليه وسلم يوم أن قال : رفقا .. رفقا بالقوارير ألم تسمع قول ربك لك " فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا " ألم تتأمل قول رسولك صلى الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيرا " ألم تفقه قوله عليه الصلاة والسلام " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ألم تهزك كلماته الجميلة وهو ينادي الرجال " خياركم خياركم لنسائهم " وقوله " إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله " ألم تقرع أذنيك وصيته صلى الله عليه وسلم بالنساء في حجة الوداع وهو يقول أمام الآلاف من الرجال " اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله " ويقول " استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإذا ذهبت تقيمُه كسرت ، وإذا تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا " يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله تعالى " وعاشروهن بالمعروف " أي : طيِّبوا أقوالَكم لهنَّ، وحسِّنوا أفعالَكم وهيئاتكم حسب قدرتكم كما تحبُّ ذلك منكم .. نعم .. كم هم الرجال الذين يتوهمون أن الزواج هو مقبرة الحب والرومانسية ، وأن الرومانسية في التعامل مع الزوجة وتبادل الأحاسيس الرقيقة ، والمشاعر المرهفة معها ، وبثّها حديث الغرام ومناجاتها بأشعار الهيام شيء خاص مقصور على أيام الملكة فقط تنتهي صلاحيته مع نهاية الملكة ، وهذا في الحقيقة ظن خاطئ ووهم كبير ، كيف لا ..؟ والإعتراف المتبادل بالحب والمودة الصادقة الخالصة بين الزوجين هو الذي يسموا ويترعرع ويكبر تحت ظل شجرة الزواج الوارفة الظليلة .

تذكر دائما أن زوجتك حين تأتي إليك ، وتقبل تجاهك ، فإنها تحمل قلبا ومشاعر مرهفة ، نعم تحمل مشاعر وقلبا لتقدمه لك على طبق من ذهب ، فإذْ بها تفاجأ بك ، وقد أخذت مشاعرها وأحاسيسها تلك لترمي بها في مهب الريح ، فتذهب أدراجها ، وحينها يئن قلبها وينزف ، ويتألم فؤادها الجريح ، ويتأوه وجدانها الذبيح ، وتنهمر من عينيها الدموع الساخنات ، وتتصاعد من أعماق قلبها الآهات والزفرات ، لقد تركتها أيها الزوج مذبوحة بخنجر الصدود ، ومقتولة بسيف الجمود ، فهي تتمنى أنك لو ضربتها بالسياط لكان في قريرة قلبها أسهل بكثير من صدودك العاطفي تجاهها ، فلماذا كل هذه القسوة مع رفيقة دربك ، وأسيرة فؤادك ، ومهجة عينك وروحك ، لماذا ...؟ ألا تعلم كم هي الآلام النفسية ، والجراح الوجدانية التي يسببها صددوك عنها ويؤدي إليها احتقارك لمشاعرها ونفورك من فيض حبها وودادها ، نعم .. أتعلم مدى تأثير ذلك الصدود على نفسها وعلى كبريائها وعلى أنوثتها والتي أنت في أمس الحاجة إليها ، فلماذا المكابرة والعناد ؟

لا تقل : قد تقدم بي السن ، فلم أعد بحاجة إلى تلك المشاعر والعواطف ، أنا لا أريد ذلك الفيض من الحب فأنا لست بحاجته ، فلدي من الأعمال والأشغال والارتباطات ما يجعلني أنسى تلك العواطف والتُفاهات لكنني أقول لك : إن لم تكن بحاجة إلى تلك العواطف الرقراقة والمشاعر الفواحة ، فما ذنب زوجتك إذا التي أتت تحمل مشاعرها الرقيقة لتهديها لك وتشنف بها أذنيك ؟ ما ذنبها الذي اقترفته حتى تقابل صافي حبها وودادها بالجحود والصدود والجمود ؟ صحيح .. أنك ربما قد تعاني من ضغوط العمل ، أو بعض المشاكل الاجتماعية أو النفسية ، لكن لماذا تحمِّلها خطأ غيرها ؟ ولماذا تعاقبها بجريرة سواها ؟ ولماذا تحاسبها على خطأ لم ترتكبه يداها ؟ ألم تكن في بداية عمرك مع شريكة حياتك تبحث عن هذا الحب الصافي ، وتتمنى هذه المشاعر الرائعة ؟ لقد أخطأت الطريق أخي الزوج ، نعم .. أخطأت الطريق وتاهت بك الخطوات في دروب القسوة والغلظة ، فليس ثمة إنسان لا يحتاج إلى العاطفة الصادقة والمودة الصافية ، إني أقولها بملئ فيّ الذي بين فكي ( ليست هناك حياة جميلة بغير هذا السحر الخفي الحب )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-10, 11:26 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (6)

بقلم / سلمان بن يحي المالكي

ماذا تريد الزوجة من زوجها ..؟

سؤال يطرح نفسه بنفسه ، ماذا تريد الزوجة من زوجها ..؟ زوجتك أيها المبارك ماذا تريد منك ؟ وماذا تؤمل فيك .؟ نعم .. إنها تحتاج منك أن تسقيها بماء حبك ، فهي وردة نبتت في صحراء حياتك ، فما أنت فاعل بتلك الوردة الجميلة..؟ كأني بك أيها الزوج تغذيها برباط حبك وحنانك ، وتلفها بعبير هواك وتحافظ عليها حتى من لمسات يديك ، فكل حياتها أنت ، وكل وجودها أنت ، هل رأيت أيها الزوج المبارك في يوم من الأيام وردة تسقى بالدراهم ؟ أم هل رأيت زهرة جميلة تغذى بالملابس والمجوهرات ؟ إن زوجتك لا تريد منك مالا ولا قصورا ولا خدما ، إنها تريدك أنت ، نعم.. تريد قلبك لتسكن إليه ، تريد وجدانك لتمتلك عرشه ، إنها تريد صدرك لترتمي عليه ، تريد حبك لتأنس به ، تريد حنانك لترتوي منه ، تريد عطفك لتعيش فيه ، نعم .. تريد قربك لتشعر معك بالدفء والآمان الذي تبحث عنه ، هل تعلم أخي الزوج المبارك أن زوجتك حين تهتم بالمجوهرات والفساتين والأموال وتطلبها منك بكثرة وتنظر إلى غيرك وتُهمل تعاملك فذلك لأنها افتقدتك أنت .. أنت .. دون سواك ، نعم افتقدت حبك يروي حبها ، افتقدت وجودك يلف وجودها ، افتقدت حنانك يسقي ظمأها ، افتقدت شريك القلب وساكن الوجدان ، فأخذت بنفسها تبحث عن البديل ، الذي يكون مصدره أنت ، وهي في كل ذلك تناديك : عد زوجي فإن العود أحمد ، فلا شواطئ وربي لحبها ، ولا سواحل لبحر ودادها ، إنها لا تملك في الحياة إلا أنت ، فحق لها أن تحبك ، لأنك زوجها ، ليس حبا فقط بل زد مع ذلك الحب جنون وهوس ، نعم.. تتمنى لو أن الدنيا ملك يديها ، حتى تقدمها بين يديك ، تود لو بحياتها تفديك ، إنها ترمي بسعادتها تحت قدميك كي تسعدك أنت فقط لا غيرك ، بل تنثر ودادها في أرضك ، وتحاول أن تحيطك بشباك حبها وتوصد الأبواب عليك بأقفال ودها ، ومع ذلك فهي تغار عليك ، حتى من نسمة الهواء التي تداعب وجنتيك ، بل من قطرات الماء التي تلامس شفتيك ، بل من كل ما يجذب ناضريك ، بل من كل ما تنظر إليه عينيك ، نعم .. عذاب .. جحيم .. بكاء دموع ، ألم بلا حدود ، تلك هي الغيرة تؤرق نومها ، وتقض مضجعها ، وتقتل الابتسامة على شفتيها ، وتزرع الحزن في عينيها ، فرفقا رفقا عزيزي الزوج بذلك القلب الرقيق الرحيم الغيور .

نعم .. أيها الزوج :
تتمنى الزوجة منك أن تلاطفها أثناء التعامل اليومي ، وهذه الملاطفة والمداعبة والملاعبة عبادة تؤجر عليها إذا ما نويت بها وجه الله عز وجل ، أما سمعت يوم من الأيام عن نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يلاطف ويداعب أزواجه ويراعي شعورهن ..؟ أما قرأت في سيرته العطرة الطاهرة كيف كان يجلس معهن ويقلب النظر إليهن ليُمتعهن ويتمتع بهن ..؟ وهو من ؟ إنه القائد الأعلى والزوج الأكمل ، إنه من كمل مع زوجاته ، وكملن معه عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهن ، كيف لا ..؟ وهو القائل " كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو ولعب ، إلا أن يكون أربعة ، وذكر منها ملاعبة الرجل امرأته " [ رواه النسائي وقال الألباني صحيح الإسناد ] وللكلام بقية .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-10, 11:27 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي


أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (7)

بقلم / سلمان بن يحي المالكي

صور من مداعبة النبي صلى الله عليه سلم لأزواجه

الملاعبة والمداعبة والمؤانسة للزوجة لها صور متعددة أذكرها لك أخي الزوج وأذكّرك بها ، لكن قبل أن تسمع مني بعض هذه المداعبات والملاعبات والملاطفات مع زوجتك الغالية حاول أن تجرب ولو مرة وسترى الشعور ، نعم .. جرِّب وسترى والله الأنس والابتهاج والارتياح والاستقرار في بيتكما بيت الزوجية ، إن من الصور التي كان يتعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته ما يلي :
الصورة الأولى :
لقد كان صلى الله عليه وسلم يُطعم زوجاته ويسقيهن بيديه الكريمتين الشريفتين الطاهرتين ، نعم .. قد تعجب أيها الزوج من هذه المعاملة ، ولربما سفهت منها وتذمرت من صنيعها ، لكنه الواقع يحكيه لك رسولك صلى الله عليه وسلم حيث يقول لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما زاره في بيته وهو مريض ، قال له " حتى اللقمة تضعها في في امرأتك يكون لك بها صدقة " فما أجمل الإسلام وما أشمل تعاليمه ، لقمة لكنها تقرب الزوجين إلى أن يسكن أحدهما إلى الآخر ، لقمة لكنها تهدف إلى إيجاد محبة ومودة بين الزوجين ، لقمة لكنها ترسم الابتسامة على شفتي زوجين متحابين ، إنها لو تأملتها أخي الزوج المبارك هي والله لقمة لا تقدم ولا تؤخر ، لكنه الشعور والتضامن عقِب هذه اللقمة من حسن العشرة ورقة الطبع وتآلف القلوب .

الصور الثانية : لقد كان عليه الصلاة والسلام يشارك أزواجه في الشراب من كأس واحدة ، بمعنى : أنه يشرب مما تشرب منه زوجته عليه الصلاة والسلام ، نعم .. لا بد أن تتنازل أخي الزوج عن العنجهية الخرقاء والأغلاط المفهومة التي ربما حملت شيئا منها في ذهنك ، اسمع إلى أمك أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها تحكي حالها وواقعها مع زوجها الكريم صلى الله عليه وسلم ، ماذا تقول ؟ تقول رضي الله عنها : كنت أشرب وأنا حائض ، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه ( أي فمه ) على موضع فيَّ فيشرب عليه الصلاة والسلام ، الله أكبر ما هذه المعاملة الحسنة ..؟ أيُ روعة يضربه لنا عليه الصلاة والسلام من هذا الموقف ، هكذا كان في إظهار المحبة والمودة لأزواجه عليه الصلاة والسلام ، نعم .. أين أنتم يا من تتبرمون من زوجاتكم وتعادونهن أثناء ووقت عادتهن ، لقد حدثني أحد الأزواج الذي كان يحمل فكرا ومنهجا شيطانيا مع زوجته ، نعم .. أقولها بكل صراحة ، كان يحمل منهجا وفكرا شيطانيا حدثني وأنا أرى الافتخار والبهجة تملأ نفسيته قائلا : إني والله لا أعرف زوجتي متى ما بليت بهذا العفن ؟ ( يقصد عفن الدورة الشهرية ) وأردف قائلا : بل والله إني لا أركبها معي في السيارة إلا ورائي وخلف ظهري ، ولا أحاول إركابها بجانبي ، لقد والله كنت أنام في غرفة وحدي وهي في غرفتها لوحدها ، إني أقول لهذا الزوج ولأمثاله ، أقول لهم : إن تصرفكم هذا لهو الجنون والسفه بعينه ، كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يشرب من موضع فم عائشة رضي الله عنها وهي حائض ، بل كان يضع رأسه عليه الصلاة والسلام في حضنها وهي حائضة ، فقلي بربك عليك من أنت أيها الزوج ؟ نعم .. من أنت حين تعامل زوجتك هذه المعاملة ؟ أأنت أفضل من هذا النبي الطاهر الزكي الباهر ؟ أرجوا أن تحسب الموازين والمعاملة مع زوجتك ؟ فهي نبع فؤادك وصفاء قلبك ... وللكلام بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-10, 11:28 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (8)

بقلم / سلمان بن يحي المالكي

ومن الصور في مداعبة النبي صلى الله عليه وسلم


أزاوجه ..
الصورة الثالثة :
التقبيل أحيانا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل عائشة رضي الله عنها وهو صائم ، وانظر إلى حبيبك ونبيك صلى الله عليه وسلم كيف كان يعامل عائشة رضي الله تعالى عنها ، قالت : أهوى النبي صلى الله عليه وسلم ليقبلني فقلت : إني صائمة ، فقال : وأنا صائم ، فقبلني [ رواه الترمذي ] وفي لفظ آخر قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يظل صائما ، فيقبل ما شاء من وجهي "

الصورة الرابعة :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح ويمسي في خدمة أهله ، نعم تأمل أيها الزوج .. يصبح ويمسي في خدمة أهله ، لا وقتا قصيرا يقضيه مع أهله ، لا.. بل يمسي ويصبح عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله ، وهو سيد الرجال جميعاً وقائد الأمة الإسلامية ، وزعيم البشرية ، وصاحب الأعباء والمشاغل الكثيرة والخطيرة والجسيمة ، أعز وأكرم من وطئت قدماه الثرى ، فما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء خيرا منه عليه الصلاة والسلام تقول عنه زوجته عائشة رضي الله عنها : كان عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله ، فإذا نودي بالصلاة خرج إليها وكأنه لا يعرفنا [ رواه البخاري ] وسئلت عائشة عنه: ما كان يصنع في بيته ؟ قالت: "يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة" [رواه البخاري] وقد كان صلى الله عليه وسلم يرقع الثوب ويخصف النعل ويقطع اللحم ، فما المانع أيها الزوج الكريم أن تساعد زوجتك في القيام ببعض أعمال المنزل ، فإن هذا وربي من أعظم أسباب زيادة المحبة بين الزوجين ، وتمتين الروابط الزوجية بينهما ، وخاصة إذا تكاثرت وازدحمت عليها الأعباء المنزلية مع أن هذه ليست مهمتك ، لكن .. لِيكن مقصود من ذلك : أن تشعرها باهتمامك بها ، وحرصك عليها ، ومراعتك لتعبها ومجهودها ، وحاول أن تطلب منها متى ما كانت متعبة أن تستريح ولا تقوم بأي عمل منزلي ، وقم أنت بهذا العمل بدلا عنها وإياك الغرور والاستكبار أو استثقال هذا العمل ، فقد يظن كثير من الرجال أن مساعدته لزوجته ومعاونته لها شرخ في رجولته ، أو نزولٌ عن قوامته ، وإهداراً لكرامته ومنزلته.. كلا والله .. بل هي الرحمة والرفق والتعاون الذي حث الإسلام عليه.

الصورة الخامسة :
تعاونه صلى الله عليه وسلم مع أزواجه في أمور العبادة كالصلاة والصدقة ونحوها من الفرائض والمستحبات كالتعاون في قيام الليل ، فهاهو ينادي صلى الله عليه وسلم كل زوجين مسلمين قائلا "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء " [ حسّنه الألباني ] ويقول عليه الصلاة والسلام " سبحان الله ! ماذا أُنزل الليلة من الفتن ، وماذا فتح من الخزائن ، أيقظوا صويحبات الحُجَر ، فرب كاسيةٍ في الدنيا ، عارية في الآخرة " [ رواه البخاري ] يقول ابن حجر-رحمه الله- في الحديث فوائد منها " ندبية إيقاظ الرجل أهله بالليل للعبادة " فهنيئا لكل زوج وزوجة قاما في ليلة مليئة بالسكينة والطمأننية ليرفعا أكف الضراعة إلى الله ويسيلا دموع الأسى والحرقة على ما فات لكتبهما الله تعالى مع الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، يقول عليه الصلاة والسلام : إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرات " [ صححه الألباني في الترغيب (622) ] وكذا التعاون في الصدقة فعن عائشة رضي الله عنها تقول قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدةٍ ، كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما اكتسب ، وللخازن مثل ذلك ، لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً " [ رواه البخاري ومسلم ] وعموما فالزوجين مسؤلين في تربية أبنائهما التربية الصالحة لأنها شراكة بينهما فـ " الرجل راعٍ في أهل بيته ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها وولده " وكلما أخلص الشريكان في تربية الأبناء وتعاونا في ذلك وقام كل واحدٍ بواجبه كلما أينعت الثمرة ونضجت وطابت بإذن الله تعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-10, 11:29 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (9)

بقلم / سلمان بن يحي المالكي
الحب بين الحقيقة والخيال

إن الحب قبل الزواج حب زائف ووهم خادع ، فإن كلا من الشاب والفتاة يحرصان قبل الزواج على الظهور أمام الطرف الآخر ، بمظهر مثالي رقيق متفاهم متفاني ، ليكسب ثقة الطرف الآخر وينال رضاه ولكن هذا القناع المزيف ما يلبث أن يسقط ويتهاوى عند أول مشكلة تواجه هذين الزوجين في حياتهما الاجتماعية ، إن الحب الذي ينموا في الظلام ويترعرع عبر مكالمات ورسائل الغرام ، الحب الذي لا يظهر إلا في آخر الليل كالخفافيش ليس حبا عفيفا ولا عشقا صادقا ، بل هو حرق للأعصاب وإشغال للقلوب والأرواح ، وقتل للمشاعر النبيلة ووأد للفضيلة ، إنه جحيم لا يُدرِك بشاعته وشناعته إلا من جربه وعرفه ، أما الحب الشريف الحب الطاهر ، الحب النقي ، فهو الذي ينموا وينبت في النور ، وهو الذي يُسقى بماء الحياء والفضيلة ، هو الحب الذي يَطرُق البيوت من أبوابها ، فليتأمل هذا .
كم من الرجال يتوهمون أن الزواج هو مقبرة الحب والرومانسية ، وأن الرومانسية في التعامل مع الزوجة وتبادل الأحاسيس الرقيقة ، والمشاعر المرهفة معها ، وبثّها حديث الغرام ومناجاتها بأشعار الهيام شيء خاص مقصور على أيام الملكة فقط تنتهي صلاحيته مع نهاية الملكة ، وهذا في الحقيقة ظن خاطئ ووهم كبير ، بل إن الإعتراف المتبادل بالحب والمودة الصادقة الخالصة بين الزوجين هو الذي يسموا ويترعرع ويكبر تحت ظل شجرة الزواج الوارفة الظليلة ، وقد يتوهم بعض الرجال أيضا وخاصة ممن جاوزوا سن الأربعين وترحلوا عن رعيان الشباب أن التفاعل العاطفي وتبادل كلمات الحب والغرام مقصور بالمتزوجين الجدد من الشباب والفتيات فقط ، أما هم فقد كبروا على هذه الأشياء ، وصارت عيبا في حقهم فيا عجبا ، منذ متى أصبح الحب يهرم ويشيخ ؟
أيها الرجل اللبيب والزوج الكريم ..
إن أصفى الحب وأعذب العشق وأرقّ الغرام وأحلى الهيام بين الزوجين لا يكون إلا بعد الزواج نعم .. بعد الزواج يتعرف الرجل على كثير من أخلاق زوجته ، وعاداتها وطبائعها الفاضلة فيزداد لها حبا وإعجابا ، بعد الزواج تكون حِدة الغريزة الجنسية وثورة الشهوة الجسدية خفت وهدأت ، فيكون حبه لزوجته حبا حقيقا ، لأنه يحبها لا لأجل شهوته ، وإنما لأخلاقها وأفكارها وطيبتها وحسن تعاملها معه بعد الزواج يصبح الزوج لا يتأثر بالجمال الشكلي والإغراء الجسدي ، لأنه قد تعود عليه وألف ذلك الجمال الشكلي والشيء المكرر المعتاد ، فيظهر جمال الروح والأخلاق حين يكتشف الزوج زوجته في كل يوم خلقا جميلا ، وصفة نبيلة سامية وتضحية من أجله ، وسهرا على راحته وتفانيا في خدمته ، فكأنها كل يوم عروس جديدة فتكبر في عينه ، ويزداد حبه لها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 7
مشاعر انثى, مــنــــــآل, اللميـــاء, الــمُــنـــى, الكنز, احمد الحسني, بشرى
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيها الفرح... لطفي العبيدي قـطــرات النـثـر و الخواطــر الأدبـيــة 9 20-06-14 01:51 PM
أيها البغدادي علي مجدوع آل علي قـطــرات النـثـر و الخواطــر الأدبـيــة 6 29-03-13 02:06 AM
رفقا بالقوارير سحر القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين 3 20-12-12 04:07 AM
سلسلة (رجال من مفاصل التاريخ) الصوت المسموع القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين 12 16-08-11 06:34 PM
شكرا أيها الأعداء .. الــمُــنـــى قـطــرات المـقـالـة الأدبيـــة 2 07-12-09 11:41 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 05:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009