[align=center][tabletext="width0%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]إلى كتاب صدري
ومكنونات ذاتي
إلى الأبدية العمياء
حيث الحياة الصماء
بكماء
عالم لا ريب فيه
أخط مدينته
أصنع هواءه
أمد أوتاري فيه
أرتل تراتيلي
أضع وعائي
تحت قدمي
وأنحني
لكي أريق دمعتي
ليمتلئ
وأروي فيه أرضي
أضع تلك الرواسي
لخيال غائم
يشوبه السواد القاتم
إني لنائم
ذلك السبات يعم روحي
إنهُ عالمٌ بلا كائن
استيقظت ذات يومٍ
فوجدت نفسي على ظهر ناقة
محمله بالمتاع
والناقة تسير
في وسط تلك الصحراء" جدباء"
ألجمتني الدهشة
أين أنا ؟
وما هذه الناقة
هل أنا في حلم
أم أنا في حالة جنون
فقدت الذاكرة
لا أعلم شيئاً عن ما مضى
اسمي، عمري، لماذا؟ وماذا ؟
سكون ذاتي وأنا على ظهر تلك الناقة.
لا أرى أمامي سراباً حتى!
تدور الأسئلة في رأسي بمدارات مجهولة
لازالت الناقة تسير
كالتي تعلم دربها جيداً
لازالت تسير بصمت رهيب
أرى تحتي تلك الجيوب الممتلئة
فأضع يدي لأتحسس ما بها
وجدت قربة ؟
فتحتها فإذ بماءٍ فيها
ماذا أيضاً
وجدت رقعة صحيفة
مكتوب عليها رسالة
فقرأت الرسالة
وكان ما فيها " من أنت " ؟
تملكتني الدهشة !!
أعدتها، وفجأة وإذ بتلك القرية !أمامي أراها..
أقترب منها شيئاً فشيئاً
دخلت القرية
بركت تلك الناقة
وتسقط رقعة أخرى
فقرأت ما فيها ..
وجدت ذلك السطر ..
..مكتوبٌ فيه..
أبحث عن رفيقة !!
في هذه القرية
أطلقت الصرخة ,,
أين أنا ؟ ومن أكون ؟ ومن تلك الرفيقة
جلست مكاني
استسلمت للنّحيب،
مرت الظهيرة ؛
وأنا لازلت في ذلك النحيب
أمتد ظلي طويلاً ؛
فأيقنت أنه المساء
وأذعنت أنه الليل أوشك
غلبني ذلك النوم
فافترشت يدي
وأغمضت عيني
كنت وقتها بجوار تلك الناقة؛
؛
؛
؛
استيقظت
فتحت عيناني
فإذ أرى نفسي بمكان غريب
ما هذه أهي قرية ؟
وما لذي ورائي أهي ناقة ؟
أين أنا ؟ وكيف وصلت إلى هنا ؟
كيف وصلت إلى هنا ,؟
تقتلني الدهشة ؟
أنى لهذا أن يكون ؟
وقفت، نفضت عن خلعتي التربة
بدأت أمشي لعلي أجد إجابة ؟
وقفت للحظة وتساءلت ما هذه الناقة يا ترى ,؟
وكيف أتت إلى هنا ؟
كأني كنت مسافراً عليها ؟
سأترك الإجابة الآن، فل أمشي في طرقات تلك القرية
لعلي أجد إنساً !!
حالات من السكون والصمت العجيب
كأن هذه القرية لا حياة فيها ولا مجيب
كدأب القبور وكأني فيها أدور
أبدأ في المناداة "هيه أأحد هنا"" أمجيب لي هنا"
بدأ اليأس يدب في كبد روحي
رجعت لتلك الناقة
وبحثت في تلك الجيوب
وجدت قربة !! ما فيها يا ترى ؟
ماء إنه ماء يا إلهي كم أنا عطش
بدأت الشرب وإذ بماء عذب !!
بل أعذب من أن يكون عذباً !
لم ارتوي شربت وشربت حتى كدت أهلك
أقفلت القربة وإذ بتلك الدهشة !!
ما هذه وكأن القربة لم تنقص من الماء شيئا !!!!!!!
ويحي، أفي حال جنون أنا ,؟
أعدت القربة مكانها، وما هذه، إنها قصاصة ورقة
وما مكتوب فيها
إنها كلمات، وما تلك، إنها " بالهناء والشفاء أيها العزيز"!!!
جلست مكاني، لا أعي وقتها شيئاً، ضمور في أعضائي
حالة من إغماء، فغبت عن الوعي
وعيت مكاني
واستلهمت ذاتي
استدركت أيعنت بالذكر
لست وحدي
إنني محاط بما يرقبني
وتسلسلت الأسئلة ؟
كما هي وجدت ؟
عن
تلك الناقة وتلك القرية وماهية القربة !!
تعلوني غمرة من دهشة !!
أبقى مكاني بلا حراك، ساكن بعلامة السكون ,
أبلع ريقي أمسح رأسي مرات
يا إلهي أيقظني مما أنا فيه
إنه مدار مجهول لا حياة فيه
ولا هواء يسعفني لأتنفس
ماذا يكون ؟ يا ترى ماذا ؟
أهو بعدٌ زمني؟
أم يا ترى ماذا ؟
همسة تقول : أسمك "أنت" ؟ من تكون؟
ها فها ما هذا !!
يمين فيسار أكثرت الالتفات
يعاد للهمسة صوت !!
من تكون !!
دفعة لنفسي فالوقوف سريعاً ,
أذهب تجاه تلك الهساهس
أسمعها كضحكات
تمتد أمامي تتراقص
ما هذا يا ترى وما تلك
فجأة أنتبه
إنه ليل حالك ونجوم تضيء سقف السماء
وقمرٌ يرى بقربٍ لا يعتاد على رؤيته هكذا !!
يعاد إلى المسامع صوت الهمسة
من تكون يا هذا ؟
اقتربت رويداً ثم اقتربت
أصبحت الهمسة تسمع بوضوح
كصوت يبوح من ذات روح
بدأت الفرحة وكادت الصرعة تطرحني
بدأت أمشي بهلعة
ثم لهفة ثم زادت فسرعة
وإذ أجد نفسي على ضفاف بحيرة
تعكس أضواء نجمة فنجمة ونجمة
نجوم متلألئة على ماء
وجدت قربة ماءٍ هنا وقربة ماءٍ هناك،
وإذ بها تشبه تلك القربة
التي شربت منها ماء قبلاً
"عذبٌ عذاب"
فأيقنت أنه من هذه البحيرة
غرفت بيدي غرفة لأتأكد وأطمئن قلبي
فشربت وشربت ولم أرتوي
أيقنت الآن وأطمأن قلبي
نسيت لوهلة
صوت الهمسة
مددت جسدي بقرب البحيرة
بدأت تأمل النجمة تلو النجمة
وأغمضت عيني
براحة تامة أنام نوماً هانئاً
أفقت من جديد
في وسط ساعة من ليل
على بزوغ فجر أكيد
وإذ بمرآه تأتي من بعيد
حاملة قربة ماء
لتملؤها من تلك البحيرة
ذهبت إليها
ومن مسافة لتسمع النداء
سيدتي أمن مجيب
فأجابت على استحياء
ماذا تريد أيها الغريب
أنا غريب عن هذه الديار
جئت من مجهول
من ماض غير معلوم
لا أنا أعلم عني ولا عني تعلم من أنا
أنا إنسان في طي النسيان
تائه بلا مكان
فهل بالإمكان لإرشاد
عن أي طريق
قالت لي : ألحقني إلى منزل ذلك الشيخ الكبير
فمشت ومشيت إثرها
إذ بالشيخ يعلم عني الكثير
ويقول لي :
إن هذه ابنتي
أستطرد الشيخ قائلاً " أيها الغريب ذو الوجه الجميل
أنت لست من هذا الزمن ولا من هذه البلاد
فأنت منقول لنا من أبعاد
وما تلك أيها الشيخ الكبير
وما بال القرية تلك ؟
لا أستطيع إخبارك بالمزيد وما تلك القرية عنك ببعيد !
فتملكني استغراب شديد !!
أو تلك القرية مصحوبة معي !
نعم أيها الغريب
أسكن معي هنا فالليل بهيم
أستمر معي لكي أكون لك الراشد الأمين
فأنت ذو ملامح حسنة وظاهرك الخلق القويم
لم أجد في نفسي ما يمنع هذا لأني أريد المفيد
ذهبت إلى ذلك الكوخ وبسطت ذلك الأَدِيم ونمت عليه
وتساءلت ( ماذا سيحصل غداً ) ؟؟
[/align][/cell][/tabletext][/align]