الاحتلال الفكري أو التبعية الفكرية
لا شك بأن الوطن العربي محتل !!!
تتعرض الهوية العربية والوجود القومي لغزو فكري حقيقي استعماري بكل مقوماته
(( السياسية ،والاقتصادية ،والثقافية ،والاجتماعية ...والمصير والسيادة ..))
ولا يخفي علينا أن الاحتلال الفكري لا يقل خطرا عن الاحتلال العسكري فكل ُله إرتباط وثيق بالاخر
وكلُ يكمل دور الاخر ..
وتعتبره الشعوب العربية الاسلامية الخطر الاكبر الذي يجب محاربته .
وهو يهدف الى تغريب الانسان عن أوطانه وعقائده وفكره ومبادئه ...ومزيد من التبعية الفكرية
والثقافية ولنا في ذلك مثل ...
كما هو الحال حتى يومنا هذا في دول شمال افريقا , بإستعمالهم اللغة الفرنسية ادرايا وتعليميا ً
وكما هو واضح أن الاحتلال العسكري له وقت محدد لكن الإحتلال الفكري يزرع في عمق الثقافة ويطول امده
وفي هذا الوقت نرى تبني القوى العالمية لمشروع النظام العالمي الجديد ومشروع الشرق الاوسط الكبير
مسميات ومصطلحات تخفي بين جنباتها التفاصيل الهامة والمدسوسة لهذه المشاريع المحشوة بالكراهية
للعرب التى تهدد عقولنا وتشل إرادتنا
كفيروسات تنخر بالاساسات لقوميتنا كعرب ..
ومن مظاهر هذا الاحتلال
تبعية المؤسسات الاعلامية وتجنيدها لخدمة الافكار الاستعمارية كحشوها ببرامج لا تفيد االمستهلك من
افلام واغاني وجنس..مبطن وهذا الكم الهائل من العري الذي يهدف لإضاعة الوقت وتبذير الطاقات
الواعدة وانحراف الفكر الى أشياء لا تخدم قضايانا..
وأيضا تبعية هذه المؤسسات الى جهات حكومية أو خارجية نزعت منها الضمائر
فتطلق العنان للبرامج والحوارات العقيمة والتحليلات التى تَسْقيها للمتلقى الغيرمثقف ومفعولها السلبي .,
ومنها التعتيم الاعلامي على الحقائق
وعلى حقوقنا العربية وحقيقة الصراع مع العدو الصهيوامريكي ..
والتى تقتصر القضية على ظالم ومظلوم .وليس فيروسات سرطانية ويد لامريكا زرعت بقلب العرب
ومن يدعم برأيي هذا الاحتلال هو نحن بصمتنا ..بدون ثقافة وعدم خلع هذا الرداء الذي يوهمنا بالتحضر
والمدنية.. والسعي الى التعبئة الفكرية بكل ما تحويه الكلمة من معنى من ملبس ومأكل وثقافة ..
الجهل أيضا هو بيئة خصبة لنمو وتمرير أفكار الاحتلال ..
وإهمال المفكرين والكتاب والعلماء الى توجيه المسيرة الفكرية والوقوف أمام هذاالمد الفكري
السرطاني وتوجيه الشباب ضد هذا الاحتلال وقيام المستعمَرة الفكرية الكبيرة
بقلوبنا وبمجتمعاتنا تمهيدا لاحتلالنا .
ولكم مني كل المنى والاحترام ..
ماريا