16-12-17, 01:57 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
:: كاتب متألق:: |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
بيانات العضو |
التسجيل: |
24-01-17 |
العضوية: |
856 |
المواضيع: |
49 |
المشاركات: |
191 |
المجموع: |
240 |
بمعدل : |
0.09 يوميا |
آخر زيارة : |
04-12-19 |
الجنس : |
الجنس
|
نقاط التقييم: |
880 |
قوة التقييم: |
|
الإعـــــجـــــــاب |
عدد الإعجابات التي قدمتها: 75
وحصلتُ على 87 إعجاب في 65 مشاركة
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
كلماتي ــ أقصوصة
[frame="7 80"]
كلماتي
رغم أني لا أميل إلى قضاء وقت الفراغ بين أحضان الأشجار
وعلى الممرات الضيقة للأدغال .
لأن قدري ربطني منذ طفولتي بأدراج السلالم الثابتة المتآكلة .
وشدني إلى زحمة مسالك الأسواق المكتظة .
حتى غدا الصخب جزءا مني .
يتغذى من غدوي ورواحي .
يقضم أطرافي .
يمتص ماء عروقي .
إلى أن أذوب على حافة لسانه الإسفنجي الملتهب .
اليوم زلت قدمي التائهة فوطأت رقعة نقية .
تزهو بخضرة الأغصان المنسدلة في انسياب تلقائي .
تلامس رداء العشب المنتشر بلا حدود .
وقفت بجوار صخرة ضخمة تتربع في السفح .
تراقب في صمت ، مناجاة الخمائل ، وهدير أسراب الطيور .
أبحث عن كلماتي المختفية .
فقدتها في غمرة الصراع من أجل البقاء .
أهملتها مدة ، فاختفت ، ولم تخلف أثرا يدل على وجهتها .
أتوقع أنها رافقت الحمام البري إلى أحد المنتجعات .
أقمت وقتا معتصما بالأدغال .
أحتمي بدفء الصخر وظلاله .
أشفق الصخر من حالي ودلني على موطن كلماتي .
إنها جاثمة هناك ، كئيبة واجمة .
انتصبت قائما بجوارها .
نختلس النظر لبعضنا .
نتبادل العتاب عبر رقة نسيم المساء .
يحدث كل منا نفسه بما لا يدري الآخر .
بادرتها بالقول :
كنت أظنك مغرقة في ذهولك بين شذو الزهور وشجن هيام القمر .
تنط بين مواقع الصخور بحبو طفل تائه .
تهفو لملمس كف منعش ، وذبيب أنامل قمر شجي .
تلملم أطراف رفات رمس دارس ،
يقيك شظف الكر بساحة العنوسة القاتمة المبكرة .
ألم يشفع لنا ، أننا عشنا نقتسم نفس النبض .
نعب من عصارة قلب مثخن بجراح الفقد والألم .
حتى تصاب أطرافنا بنزيف حاد مميت .
فنموت ثم نحيا لنموت كيف نشاء ؟
فردت مع خرير المجاري .
- تبادلنا أول عشق على أباريق الصحو الدافئ .
بنينا قصائد الحياة .
رددنا زغاريد الانعتاق . لما اهتزت وربت سماء خيالك .
وتناسلت بلورات الدمع المنسكب من مقل الغيم الناذر .
فكنا نقتفي أثر الملهمين . نمشي فوق دروب الحلم .
نسبح في مجاري المياه العابسة المتربصة .
موكبنا يمخر بالجواري المجدفات إلى أعالي اليم المستلقي على مسافة مد البصر .
فنكثت عهدك وانسحبت إلى الخلف ،
متفرغا لتدبير مركب كسب عيشك .
أغلقت منافذ النور .
أظلمت جوانحك .
اختنقت أحلامك .
فانزويت أنا بعيدا ، أردد :
- أتراها خاتمة المطاف ؟
أجبتها :
- لقد توهمت ردحا أن ما أقوله ، أكتبه
، كأنه وشم يرتسم أمامي على شاشة مخيلتي ،
حتى تواريت في ضباب وهمي الكثيف .
فصرت لا أبصر إلا ما أرى .
ولا أسمع غير النعيق .
وجدتني فريدا عاري الذهن .
محدود القدرة على البوح والبث .
أسكن وحدة الجنين ببطن أمه .
أناجي صمتي .
أسوق جرحي إلى مديته .
اليوم وقد عثرت عليك .
سأنسحب من وحدتي .
وأمضي بك هاربا إليك .
لأسترجع دفء روحي .
وأودع غربتي وانفرادي .
وأبصم بكل أناملي على
أن كلماتي هي سر وجودي ووشاحه الوحيد .
محمد الطيب
[/frame]
|
|
|