[الخضيري]

أتذكر

أني سافرت مرة للعمرة حيث كنت أدرس بالجامعة وكان بيني وبين مكه وقتها حوالي فوق الاربع ساعات
أخترت السفر برا حيث المناظر الجميلة والجبال الشاهقة والخضرة والسحب والضباب والمطر المنهمر بعزارة

وعندي رجوعنا وكنا ثلاثة شباب وبالليل الساعة تقترب من الثانية ليلا

أصابنا الأرهاق والتعب والنوم العميق

الظلام دامس
وفي أثناء السير
حدث أمرا غريبا
نزلت الأمطار بغزارة

الضباب شديد

تعطلت مساحات السيارة
الطريق منحدارت رهيبه

الطريق زلق جدا

وبدون أي شعور

تزلق السيارة

لم يستطع السائق ايقافها

حيث أن الفرامل يقل أدائها في مثل هذه الأجواء

يا الله
أماممنا شاحنة محملة بالحديد الصلب

لم نشاهدها
الا عند الاقتراب
المسافة قصيرة

عبثا يحاول السائق ايقاف السيارة

يحاول مسك الفرامل

صوت يدوي

وحركة لا إرادية تحدث

تنحرق السيارة بقوة

ترتطم بصخرة قوية

يا الله

تتعرض السيارة الى تلفيات

الحمدلله على السلامة يقول بعضنا لبعض

بعدها تتحرك السيارة ببطىء
السرعة لاتتجاوز الــ40 كيلو بالساعة

لاتوجد أماكن لإصلاح السيارة


الطريق لايسير فيه سوانا

لاتوجد أماكن استراحة
وربما توجد لكننا لا نعرفها

رأينا مسجد صغير على جانب الطريق

وبعد المشاورة ققرنا النزول والنوم الى الفجر

يا الله المسجد شبه مهجور

الظلام دامس لاترى كفك

نزلنا وكان معنا أغراض في السيارة وأشياء مهمة

فضل السائق البقاء والنوم داخل السيارة

ونزلت أنا وصاحبي وفي الظلام الدامس
وعلى سجاد متهالك نمنا

كنت أكلم صاحبي وهو لا يراني ولا أراه

استسلمنا للنوم

بعد ساعة تقريبا
أحسست بشيء غريب

حركة غير عادية

أشكال تختفى وتظهر

سوداء

وهمس لا يكاد يبين

وفجأة رأيت في الظلام

ثلاثة أشخاص أو أشباح

وتبين لي أنهم مسلحون

ورأيت معهم حبال

وكان هدفهم

تربيطنا بالحبال

وسلب ما معنا من الأموال

وأشياء الله أعلم بها

بدأت جلاستهم السرية وكنت ألاحظهم وأسمع المؤامرة بكل تفاضيلها

بدأت أحرك صاحبي بقدمي حيث لا أستطيع القيام خوفا من اكتشاف أمري
وكان صاحبي نومه عميق وثقيل

وبعد محاولات عدة استيقظ

فزحفت اليه وأخبرته
بأننا تعرضنا لشيء ما وسوف نتعرض لأشياء
الله أعلم بها

حيث رأيت أحدهم

يفتل الحبال

وأخر يهمس في أذن صاحبه

أخبرت صاحبي بأني أنوي الخروج للسيارة

ورفعت صوتي قائلا سوف أعود

وكأنني لأ أعرف أو أشاهد أولئلك

وخرجت الى السيارة وحاولت ايقاظ السائق فلم يستيقظ

وحاولت مرات ومرات
حتى استيقظ

وأخبرته بما يحصل وما نتعرض له

وانتظرت صاحبي ليخرج سحفا

الأشباح تنتظر للهجوم علينا

لكن حركتنا أوهمتهم أننا سوف نعود

وفي حركة لا إرادية ومن شدة الخوف الذي أصابنا
بعد رؤيتنا للسلاح الأبيض

والحبال

قررنا الهرب

وبسرعة ركبنا السيارة

وتحركت

وفجأة راينا أولئك يجتمون ويحاولون اللحاق بنا

من لطف الله أنهم لم يركبو سيارة ولم تكن معم سيارة لكن لحقوا بنا

حيث أن سرعة سيارتنا في اال40

يجرون خلفنا

يجرون بارجلهم

لكن الله سلم ولطف بنا ونجونا من شرهم

والحمدلله على كل حال