ربما لأني لم أكن أريده مريضا...لقد ظننته بالبداية طبيبا باحثا اجتماعي أو أخا لأحد المرضى وقدقرر البقاء معه حتى النهاية
ـ فكرت بأن يكون أي شيءإلا مصاب
منذ عشرة أيام بينما أقف على شرفة غرفتي المطلة على الفناء الواسع بشيء من
السعادة التي لم أحسها سابقا خرجت الدكتورة نجوى وأرسلت بطلب المريض رقم تسعه لغرفة الدكتور فارس ؛أخذني الخوف عندما سارت الممرضةتجاه من راقبته طويلا دون أن أعرف عنه شيء لكن الخوف لم ولن يغير القدر
بقيت ثلاثة أيام أصارع نفسي وأقسو على قلبي فقد عشقت من لا يستحق أخطأت باختياري خطاء ًفاحشا لا يغتفر أحسست يقيناً بأني على أبواب النهاية...
أقنعت نفسي أنها مجردتجربه أو حتى إحساسّ عابر سرعان ما ينتهي لكن الكارثة هي أن اهتمامي بذات الشخص أخذ بالتزايد حجم الحب في قلبي كبر وزاد عن قدرتي على احتماله قررت
الاقتراب أكثر عساي أجد ما يبعدني ...
لكن ما الفائدة أنا أحب شخصا مجرداً من الماضي والحاضر والمستقبل أحبه كانسان بغض النظر عما أضاعه في سالف العمر والزمان
زرت الدكتورة نجوى وبدأت بالسؤال عن كل المرضى حدثتني عنهم جميعا كأرقام من واحد حتى اثنا عشر إلا الرقم تسعه نصحتني أن أختار لبحثي واحدا من خمسه على أني سألتها عنك.
فقالت:إلا نوار هو مصابّ بالمرض منذ عامين وحتى اللحظة لم تظهر عليه الأعراض
{ربما من يدري ,قد تكون نصحتنيبالابتعاد عنك لأنها أحست بحبي المختنق رغم حجمه وصدقه ولكن ألا تعتقد أنه من حقي أن أبحث فيك عن شيء يبعدني غير مرضك ها قد عرفت من أنا وما دافعي لاقتحام عزلتك دون مقدمات}
نظرت في وجهه فشعرت باستنكاره لما قالته :لا تعاتبني فهذا لن يجدي نفعا قد عشقتك وانتهى الأمر بالنسبة لي على الأقل ,قد يكون خطاءً من أخطائي الكثيرة اعترافي بهذا الحب
فالزرع يحتاج للشمس مع المطر ليكبر أما حبي وقد صار معلناً فهو حتما سيجن ولن يكبر فقط.
كما أني لا أريد زيادة حجم عذابك ولا إضافة ألم جديد لآلامك التي تتدافع إلى وجهك ...
أرى فيك نبلا لم أراه سابقا في أي شخص دعني أكرهك ان استطعت مد يدك لتخنق ذات الحب في صدري ولكن كن على يقين قد تقتلني قبل أن تتمكن منه .
ملفك أصبح في غرفتي أستطيع معرفة كل شيء على أني أريد السماع منك اكشف لي عن ذاك الوحش الذي استبد بسفك دماء الأبرياء ليمتصها فيما بعد ,أو أرني وجه الشيطان الذي استبدلته بروح مريض يدق أبواب النهاية...
قلبي يحدثني بشيء بت أراه بوجوه كل من في هذا المكان ..كيف وصل لك المرض أخبرني بصدق؟