[كاريزما]

أما الآخر الذي يضرب أمه ...
لقد كنت يوما بجوار بيته ..وكانت هناك غرفة ..
قريبة منه غرفة منفصلة ..
تلك الغرفة وحيدة كما الغرف للبيوت الشعبية ..
كنت من المدخنين ..وكنت أضع البكت أو علبة السجائر ..
على تلك الغرفة ..
وكل ما أريد التدخين ..أذهب هناك أستخرج السجائر ..
ولكن من سوء حظي يوماً وضعت يدي على مكان ..
السجائر فوق الغرفة بعد ما وقفت على كومة من الحجار والتراب الذي يساعدني
على الوصول لقمة الغرفة ...
خرج رجل مسرع من البيت المجاور ...
وعينك ما تشوف إلا النور.. ضربني ضرب والله..
ثم والله ثم والله لم أجد أجرام بمثل هذا الجرم ...
بعد أكلت الضرب ...
رحت أغسل أثر الدم وقلبي يغلي ..
لست بهذه السهولة ...
وبعد ما انتهيت من الغسيل لبست لبس رياضي ..
من أقدم الملابس عندي ..يعني ناوي ناوي
أخذ حقي ناوي ...
رحت لبيته وجلست أصرخ أنا على الغرفة أنا على الغرفة ..
سمعني خرج هو بس خرج ...

كان عمري وقتها 19 سنه وهو أعتقد 38 أو 40 يعني في عنفوانه
كان رجال طويل قوي مفتول والله هذه الحقيقة ...
لكن أخوكم بدوي حقه ما يروح لو ايش ما صار ...

هو خرج بس خرج في بياره طافحه في الحي ..
أنا وهو مثل الديوك طحنا بعضنا البعض فوق مياة الصرف الصحي
لكن اخذت حقي ضربته ضرب ...
حتى وأنا فوقه يقول خلاص أنت ما تتعب ...
الآن أصبح هذا الإنسان إنسان داجن ..
من يشوفني ..يعطيني السمع والطاعة ...
يوم مريت بجوار بيته ... وأسمع صراخ وعويل ..
رحت له عاد الآن ما أخاف ولا أهتم ...
لقيته يضرب أبناءه ... وأمه تحول بينه وبينهم ..

ترك أبناءه ورجع يضرب أمه والله والله والله
ضربها ضرب يهودي كم كف على وجه العجوز
لين أحس أنها راح تموت بين يده ...
هنا أنا تدخلت .. قلت إللي مافيه خير في أمه ما يستحق
نسكت عنه ...
وضربته ضرب وامه المسكينه تقلي يا أبن أتركه شوفوا
كيف رحمة الأم كان يضربها وكنت أنا المنقذ لها ومع هذا
تقلي سيبه ...
لا ما اتركه المهم ضربته .. واقسم لي أنه ما يتعرضها مره ثانيه ..
وانه تعبان نفسياً ...
من بعدها وأنا كل يوم عندهم هناك هاه تضرب أمك..؟
أمه كانت سعيدة لأنه ترك اطفاله في حالهم ولعاد يتعرضهم مثل أول..
هنا تم تربية هذا الرجال عبر الضرب ..
ولا يزال على هذا الحال وكل مافكر يضربهم ...
جاني ولده يستنجد .. لكن والله ربيته لهم تربية ..
الله عز وجل ساقني لهم حتى أكون المنقذ لهم ...

تحياتي لك .... متاهة الأحزان ...

نمط سهل