عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-11, 02:56 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 ماااريا  
اللقب:
مشرفة قسم الأدب العربي والعالمي
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية ماااريا

بيانات العضو
التسجيل: 20-12-10
العضوية: 231
المواضيع: 124
المشاركات: 1650
المجموع: 1,774
بمعدل : 0.36 يوميا
آخر زيارة : 03-07-22
الجنس :  أنثى
الدولة : فلسطين
نقاط التقييم: 3379
قوة التقييم: ماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond repute


مسابقة عنوان الجمال الوسام الأول للمشرف المميز ( المركز الأول ) المسباقة الرمضانية 1432هـ 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 108
وحصلتُ على 101 إعجاب في 75 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ماااريا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
Smile روح الفكاهة والسخرية في ثقافة الروس وحياتهم

روح الفكاهة والسخرية في ثقافة الروس وحياتهم










عرف اهالي روسيا منذ مئات السنين بولعهم بالنكتة والفكاهة والسخرية والمزاح، بخلاف ما يجري تصويره في الصحافة الغربية حيث يوصف الروسي بأنه عبوس ومتجهم السحنة دائما. وقد انعكس ذلك في الحكايات الشعبية الروسية القديمة والحكم والامثال وفي الادب الكلاسيكي والحديث شعرا ونثرا. علما ان النكات كانت تروى بشأن الاحداث المفرحة والحزينة على حد سواء. والروسي مستعد دوما للسخرية والضحك على المقالب التي تحدث للأخرين ولنفسه ايضا. فالضحك والمزاح والنكات هي خير علاج ودواء لمواجهة الصعاب والارزاء التي يلاقيها الانسان في حياته. ولا تزال حكايات الاطفال تجذب الصغار والكبار مثل حكاية " بأمر سمكة الكراكي" التي يصنع بطلها بهلول القرية يميلا المعجزات بفضل السمكة التي توسلت اليه عندما اصطادها الا يذبحها ووعدته بأنها ستلبي كل رغباته بقواها السحرية. وهناك حكاية " كولوبوك" اي كرة العجين التي تهرب من نافذة بيت القرية وتقوم بانواع المغامرات.وجميع الحكايات طبعا ذات عبرة ودروس اخلاقية.

وتعرف بهذا الصدد حكايات ونوادر الكاتب الروسي ايفان كريلوف التي يتألف ابطالها من الحيوانات ،بينما تجسد في الحقيقة دهاء الانسان وذكائه وفي الوقت نفسه خبثه وحبه للتباهي بنفسه وجشعه وطمعه . ومثالها حكاية الثعلب الداهية والغراب الاحمق الذي صدق مديح وثناء الثعلب على صوته فخسر قطعة الجبن في منقاره ،وحكاية الضفدعة المتباهية التي ارادت ان تكون كبيرة الحجم مثل الجاموسة فأخذت تنفخ نفسها حتى انفجرت. ويروي الكاتب ايضا قصة القردة المتباهية بجمالها ، وقصة اليعسوب الذي يقضي طوال يومه بالرقص والمرح دون اعداد العدة للشتاء ،بينما تعمل النملة بدأب على جمع القوت لموسم الشتاء. ويسخر الكاتب من الصفات غير الحميدة في سلوك الانسان كالمداهنة والانفة والبخل والحسد وفساد الذمم.
والادب الروسي في القرن التاسع عشر مترع بالمؤلفات الساخرة . وبرع في هذا الصنف بشكل خاص الكاتب نيكولاي غوغول صاحب "النفوس الميتة" و"المفتش العام" و"الزواج" وغيرها. فروايته " النفوس الميتة" تصور مغامرات بطلها تشيتشيكوف الذي يجوب الاقاليم الروسية لشراء الفلاحين "الموتى" من المالكين العقاريين الذين يوافقون على بيع موتاهم دون الاستفسار عن السبب، يدفعهم في ذلك طمعهم وسعيهم الى جني حتى ولو شئ ما من الارباح. اما مسرحيته " المفتش العام" فقد كتبت بوحي نكتة حكاها الشاعر الروسي الكبير الكسندر بوشكين عن صديق له سافر الى احد مدن الاقاليم حيث كان اعيانها ينتظرون مفتش من بطرسبورغ وأعتقدوا انه المفتش ، فأنهالوا عليه بالعطايا والرشوات التي اخذها عن طيب خاطر وغادر المدينة. وبعد ذلك فقط اكتشفوا انه ليس المفتش المنتظر. ولا تخلو اعمال بوشكين وليرمنتوف من عنصر السخرية والفكاهة . وبرز ايضا الكاتب سالتيكوف - شيدرين برواياته الساخرة ذات الطابع السياسي مثل "الاغوات غولوفلوف " و"قصة مدينة". ويعرف الكاتب انطون تشيخوف بقصصه الساخرة ومسرحياته الكوميدية. وما زال القارئ حتى اليوم يتمتع بقراءة قصص " القبلة " و" مزحة " "و"المغفلة" و" جهاز العروس" وغيرها.
علما ان عنصر السخرية والمزاح طال ايضا المسرح والفنون التشكيلية الروسية وبالاخص في اعمال الكاريكاتير التي كانت تنشر في الصحف. كما رسم سوريكوف لوحته الشهيرة " القوزاق يكتبون رسالة الى السلطان العثماني" واخرجت في المسرح اعمال باليه مستوحاة من الحكايات الروسية مثل "بتروشكا" . وتجسد شخصية بتروشكا السخرية من النقائص في المجتمع والفوارق الشديدة بين ثراء الاغنياء وادقاع الفقراء. وعموما فان ابداع الادباء والفنانين في روسيا اتسم دائما بصفة اجتماعية.
وفي العهد السوفيتي برز صنف الادب الساخر والمسرح الساخر وكذلك استخدم الكاريكاتير ومسرح المنوعات على نطاق واسع في السخرية من اعداء النظام الاشتراكي ومن النقائص في المجتمع. وبرز في هذه الفترة على الاخص كتاب مثل ميخائيل زوشينكو بقصصه الساخرة وايليا ايلف ويفجيني بتروف بروايتيهما " 12 كرسيا " و" العجل الذهبي" اللتين اخرجتا لاحقا على شاشة السينما. علما ان بطل هاتين الروايتين استاف بندر اصبح شخصية يتندر بها الناس في احاديثهم اليومية بصفته مثال المحتال الذي يستغل سذاجة الناس من اجل تحقيق المكاسب المادية.بالاضافة الى اظهارهما مساوئ البيروقراطية في النظام السوفيتي. وبرزت اشعار ومسرحيات الشاعر فلاديمير ماياكوفسكي المليئة بالسخرية والمشاهد المضحكة مثل مسرحيات " الحمام" و" البقة" و" ميستيريا بوف". ولكن الكتاب والفنانين السوفيت غالبا ما كانوا يواجهون مقص الرقيب الذي كان يمنع الكثير من اعمالهم. وكان منهم الكاتب ميخائل بولغاكوف الذي منعت مقالاته الساخرة في صحيفة " غودوك" ومسرحياته وروايته الرائعة " المعلم ومرغريتا" المترعة بالسخرية من المجتمع السوفيتي والسلطة السوفيتية. ولكن الرقابة ما كانت لتستطيع منع تداول النكات بين الناس حول الاوضاع في البلاد باستثناء التطرق الى قادة الحزب ولاسيما جوزيف ستالين، وكانت عقوبة من يروي مثل هذه النكتة النفي الى سيبيريا او حتى الاعدام. وكانت تروى شتى النكات حول الشخصيات الاجتماعية والمسئولين الصغار في السلطة.
وازدهر الكاريكاتير الساخر في الاتحاد السوفيتي في فترة الحرب العالمية الثانية. وبرز على الاخص الرسامان ميخائيل كوبريانوف وبورفيري كريلوف في رسومهما الكاريكاتيرية المنشورة بأسم " كوكرينيكسي" التي سخرا فيها من هتلر وقوات الاحتلال النازي من اجل رفع معنوية المقاتلين والشعب في فترة الحرب.
ومع ظهور التلفزيون في روسيا السوفيتية بدأ بث البرامج المسلية التي يقدمها فنانون مختصون بإضحاك المتفرجين ، وكان من ابرزهم اركادي رايكين. وكان رايكين يقدم مشاهد من حياة الناس اليومية وما فيها من مفارقات مثل ان احدهم غرق واخرجه بعض المتطوعين من النهر. وجاءت سيارة الاسعاف لتنقله الى المستشفى لكن الطبيب عندما علم ان الرجل يعيش في منطقة غير تابعة الى مستشفاه امر بأعادة الرجل الى النهر. واصبح رايكين مدرسة خاصة يقلدها الكثيرون وافتتح مسرحا للمنوعات خاصا به في بطرسبورغ(لينينغراد سابقا). ولم تفقد نكات رايكين جاذبيتها حتى الان. واليوم يمارس مهنة " اضحاك " الناس فريق كبير من الفنانين المرحين مثل بتروسيان وفينوكور وزادورنوف.
وبدأ في الستينيات عرض برنامج " نادي المرحين والفطنين" الذي شارك فيه طلاب الجامعات والمعاهد العالية من مختلف ارجاء الاتحاد السوفيتي. وكان البرنامج الملئ بالنكات يجذب الملايين من المشاهدين الى شاشة التلفزيون.
وظهر ايضا صنف جديد من الغناء الساخر من ابداع بعض المغنين الشعبيين وعلى رأسهم الفنان والشاعر فلاديمير فيسوتسكي. وقد استطاع فنه الانتقادي الساخر جذب عامة الناس اليه بالرغم من كل محاولات السلطات السوفيتية للتضييق عليه. وفي الاعوام الاخيرة من حياته كان يضطر لتقديم حفلاته الغنائية في قاعات بعيدة في اطراف المدينة. وسبب غضب السلطات عليه ان اغانيه كانت تتضمن نقدا لاذعاً للأوضاع الاجتماعية التي لم يرغب الموظفون في الكشف عنها. ولكن تسجيلات اغانيه كانت توزع سرا في كل مكان وتسمع في البيوت والمنتزهات والبلاجات .

وتبقى النكات والمزح السياسية المغزى أهم ما يجذب الناس بروسيا في كافة العصور. فكانت النكات تروى عن القياصرة وعن الوزراء والاعيان وكذلك القادة السوفيت وقادة روسيا الحاليين. فلا يستطيع احد ان يمنع شلة من الاصدقاء الجالسين في حفل خاص من رواية لآخر النكات عن قادة البلاد. وقد شاعت في العهد السوفيتي نكات كثيرة عن لينين وستالين وخروشوف وبريجنيف وغورباتشوف ، واليوم ايضا تروى النكات عن بوتين ومدفيديف. علما ان السلطات تقابل ذلك الآن برحابة صدر اكثر من الماضي.
وقد رويت النكات عن لينين وعلاقته بالنساء من البلاشفة في زمانه ، كما وجدت نكات عن ميخائيل كالينين رئيس السوفيت الاعلى ، وكذلك عن بقية الزعماء السوفيت . وتناولت النكات عن خروشوف اهتمامه بزراعة الذرة وارغامه الفلاحين حتى على ترك زراعة الحنطة واستبدالها بالذرة، وروى الخبثاء منها كيف منع زوجته نينا من تناول اي خبز لا يصنع من الذرة. وفيما بعد رويت نكات كثيرة عن ليونيد بريجنيف السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي ولاسيما في الاعوام الاخيرة من حياته حين اصبح عاجزا عن المشي والكلام بصورة طبيعية ، وعن ولعه بالالقاب والاوسمة. ورويت نكتة عن كونه اراد اجراء عملية جراحية لتوسيع صدره من اجل وضع المزيد من الاوسمة والنياشين عليه. ولم ينجو ميخائيل غورباتشوف اول وآخر رئيس سوفيتي من نقد الالسنة اللاذعة في رواية النكات عن علاقته بزوجته رائيسا التي كانت تتدخل في شئون الحزب والدولة.














توقيع : ماااريا


عرض البوم صور ماااريا   رد مع اقتباس