الموضوع: جنتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-18, 02:06 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج14
آسر: حتى جورج لا يعلم أي تفاصيل ,كل ما أخبرني به وجده مكتوباً في دفترٍ صغير بين بقايا ثيابي في الحقيبة المهترئه هو حتى لم يدري هل هي كذلك بفعل الفقر والحاجة أم بيد شخصٍ ما أم أن حادثاً مريراً يقف خلف هلاكها هي أصلا من حقائب الأثرياء ,كانت ماركة عالمية كما رأيت.
سألت جورج لماذا أخبرني أنني حاولت الانتحار من نافذة العلية فقال أنه بحث عن جوابٍ لسؤالي ـ كيف فقدت ذاكرتي ـ فلم يجد أنسب من اختلاق تلك القصة ...بسبب الحرب يا ولدي أصبت بحالة اكتئاب شديدة فحاولت الانتحار منذ ذلك الزمن حرمنا تلك العلية التي كادت أن تودي بحياتك فقد أقفلنا بابها للأبد .
والحقيقة أنهم اخفوا كل ما كان بحوزتي من متعلقات شخصية بداخلها وأغلقوا بابها في وجهي خشية أن أجد ما يثير فضولي الذي لا ترويه أنها الحقيقة المنقوصة والتي لولا ذلك الدفتر ما عرفوها هم أيضاً.
ورد: إذاً أنت الآن تعرف لماذا كان اسمك عربياً شرقي ولا يمت للمسيحية الغربية بأي صلة؟
هز رأسه برضا: أجل ما لم تعرفيه بعد أن جذوري تعود إلى هذه الأرض وتحديداً لأرض الحب ...شرقيٌ أنا ضل الخطى في دهاليز الظلام غرباً وقد رضيت بذاك التيه زمناً طويلاً بلا أسبابٍ مقنعة.
ورد: لماذا عدت تخبرني بما كنت تجتهد لإخفائه ؟
آسر:ربما لأنك مكملة نقصي...منذ البدء كنت تمامي في ليلة النصف من كل شهر وقد أدركت ذلك من النظرة الأولى.
أطرقت مفكرة كانت مترددة في سؤالها: هل تتمنى أن تكون هو...؟
ضحك من توترها: لا ...ليس الأمر كذلك أنا فقط أتمنى أن أكون جزءً من عالمك لست راغباً بحبك لأني فارس بل أريد تلك المشاعر النبيلة لي أنا ومن أجلي أنا ليس من أجله, أعلم أنك قد لا تفعلي يوما .لكن أليس ممكناً أن تقعي بالحب من جديد ذات نهار؟!
نظرت في عينيه: ماذا لو كنت هو حقاً ألن ترضى بمشاعري لك كفارس؟
اتكئ بجسده للمقعد خلفه وأطلق عيناه في عمق السماء: إن كنت هو فلن أعترض لأانك عشقت فارس في شخص آسر حتى لو وقعتي في حبي من جديد ففارس لن يتألم لأنك أحببت فيه آسر فكلا الشخصين أنا وأي رجلٍ منهما عشقت لا يهم فأنت بالحاليين تمامي أنا وحدي.
أخذت نفساً عميقاً: هل عدت لأرض الحب كي تبحث عن عائل...
رد بتسرع: أبداً لن أفعل ,أنا عدتُ من أجلك أنت فقط ـ أطرق مفكراً ـ كثيراً ما يعبث بنفسي الفضول لأعرف عائلتي أتمنى لو ألتقي أمي فأسألها لماذا فعلت بي ذلك ؟ـ عاد بعينين حزينتين لها ـ أخبريني يا جنتي كيف أبحث عن امرأةٍ لا أعرف حتى اسمها من أين أبدأ وأين أنتهي أنا حتى الآن راضٍ عن كوني ابن جورج ولن أبحث عن الأصل أبداً يكفيني هو وزوجته عائلة لي ـ نهض بحماس ـ حسناً نلتقي بالغد إن شاء الله مضطرٌ للرحيل الآن من أجل إدريس.
قبل أن يبتعد كانت تهتف اتصل بي قبل أن تنام سأنتظرك ...هز رأسه بالموافقة مبتسماً ولو بيده مودعاً ,مضى الوقت ثقيلاً على صدر ورد التي عادت تتوه بين الشخصين هي على يقين أنها أغرمت به ليس هذا فقط بل لم تعد تتألم حين تتذكر فارس لم تمارس طقوس الانتظار الحزين له منذ ظهور آسر هي لم ولن تنسى حُبَ الطفولة يوما ولكن من حقها أن تقع في الحب من جديد ...
على أن تلك الوخزه في صدرها لازالت تلح عليها بأنهما شخصٌ واحد.
هي وعدته أنها لن تربط حدث فقدانه الذاكرة وجهله من هي عائلته الحقيقية بغياب فارس لكن الاشارات واضحة كلها تقول هما شخصٌ واحد أرهقت من شدة التفكير وكادت تغفوا لولا أن رن هاتفها معلناً اتصاله الذي تأخر بعض الشيء.
ردت باسمة: أهلاً آسر لقد تأخرت كدتُ أغفو كيف هو إدريس ...هل هو بخير لازال يعاني أطعمته أم تركته ينام جائعاً؟
ضحك :لم أعلم أنني أتصل بإذاعة الشرق برنامج السؤال علينا والجواب عليك والجائزة لشركة الاتصال ,على رسلك يا جنتي إدريس بجانبي إذا كنت تودين الحديث معه.
ردت بلهفة : أجل ,أجل سأتحدث معه.
بعد ثواني جاءها صوت إدريس الحزين المتعب : أهلا ورد كيف أنت يا صديقة.
لم ترد سريعاً كما أرادت أحست أنها بحاجة لترتيب كلماتها أكثر: حسناً اسمعني يا أخي أنا لا أجيد المواساة ولم أنجح يوما بمواقف العزاء اجتماعياً ربما أكون فتاةً فاشلة ولكن قديما قال لي فارس أن الحزن ثوباً أسود يطفئ نور قلوبنا فنتوه من أحبتنا الراحلين قال لي أيضاً أن الأحبة حين يموتون يتعلقون في كبد السماء كالنجوم تماماً يراقبونا ويبتسموا يفرحوا لفرحنا ويتألموا إن تألمنا ولدك كذلك سيراقبك من بعيد لا تقتله بالحزن أرجوك دعه يفرح بفرحك ولا تبكيه على قلبك المفطور برحيله.
لجم كلماتها صوت إدريس الباكي بل المنتحب: تعلمين يا جنة الصدق لقد غادر طفلا صغير أعلم انه رحل إلى الجنة لكن الفقد صعب
في البداية ظننتك تبالغين لم أصدق حبك لذاك الراحل وتعلقك به إلى هذا الحد لذلك عاقبني الرب بفقدان صغيري.
ردت بسرعة: لا لا لم يفعل لم يعاقبك لكن اختاره ليكون طيرا بالجنة صلي يا إدريس صلي وتوسل إلى الله أن يملأ قلبك نورا يهديك سبيل الرشاد حتى تجتمع بطفلك في النهاية.
مسح إدريس دموعه ورد باسما يغالب غصة الحسرة: تقصدين الإسلام ,حسناً يا صديقة حتماً سأفعل هذا آسر تحدثي معه وأرجو أن لا تتركيه قبل أن أغط في النوم فقد حشاني بالطعام بما يكفيني لشهرٍ قادم.
ضحكت ضحكة شاحبة: حسناً سأفعل
وقد غرقت بالحديث معه من جديد تحدثا لفترة تجاوزت الساعتين حدثته عن الزهور عن عشقها للفراشات والطيور عن حلمها ورغبتها بالعمل في مجال الآثار عن عشقها للخيول وخوفها منها .
في تلك الأمسية لم تنام بل جلست قرب النافذة تراقب النجوم حالمة , صباح اليوم التالي كانت تشرب الماء حين دخلت أمينة المطبخ بدت مرهقة جداً وكأنها لم تنام جيداً.
تساءلت ورد عن حالها فتعللت بآلام المفاصل التي تعانيها أرادت أن تسأل عن شيءٍ ما ولكنها امتنعت باللحظة الأخيرة.
بعد الغداء كان موعد اللقاء في الحقول البعيدة,كانت تطير بين الزهور البرية كفراشةٍ من نور بينما يراقبها ضاحكاً.
حين تعبت رمت بجسدها أرضاً تحت الشجرة الكبيرة جلس بجوارها يعبث بالتراب بعد حين اعتدلت جالسة بسرعة وكأنها تذكرت أمراً مهم.
لم تحدثني كيف مات الطفل وكم يبلغ من العمر وما سر علاقتك بإدريس...؟

\
\
يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس