الموضوع: جنتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-18, 12:58 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج 10

ابتسم إدريس رغم الألم البادي على وجهه: لقد قال أن بذراعك أثر كسرٍ قديم عظمه هش لن يتحمل المزيد ربما لم تجد العناية اللازمة في ذلك الوقت.
أطرق آسر مفكراً: لم يحدثني والدي عن إصابة كهذه تراه لا يعلم أن يد وحيده كسرت ...ثم كيف لي أن لا أتلقى العلاج اللازم وأنا في كنف عائلة كعائلتي...؟!
صعق إدريس ورد بتسرع: ربما حدث يوم حاولت الانتحار ...ثم إن بعض الأطباء مهملون ولا يكترثون لصحة مرضاهم.
نظر له آسر بحيرة ثم هز رأسه بلا قناعة : حسناً ربما,سأخلد للنوم غادر المائدة قاصداً سريرة .
فتبعه إدريس بغضب :أنت لن تنام أعرف ذلك جيداً بل ستغرق بوهم أفكارك حتى تبلى ...أرجوك يا أخي لماذا تفعل ذلك ...لماذا تنتقم من نفسك ...آسر أنت أخي كنت لي خير سندٍ ومعين حين احتجتك انتشلتني من حضيض الوحدة والضياع والآن ولأنك بحاجة لكتفٍ تتكئ عليه تتهرب مني ...هل أسلم لكي تتخذني سنداً أخاً وصديق ؟
عاد له آسر يغالب غصة البكاء عانقه: أنت رجلٌ أحمق كيف تظن بي السوء
بكى الصديقان كلٌ على كتف الآخر لبضع دقائق ...توقفا عن البكاء معا حدقا كلٌ بعيني الآخر وضحكا معا
صرخ إدريس: يالك من طفلٍ باكي وضربه على كتفه.
فضحك آسر هاتفاً: وأنت طفلٌ مدلل تبكي بلا سبب.
تلك الليلة قضاها إدريس مع صديقة في العراء بين أحضان الحقول الغناء ثم ذهب للكنيسة وصلى للرب من أجل صديقة أما آسر فقد أمضى ثلث الليل الأخير بمسجدٍ صغير بطرف القرية المجاورة.
مضت الساعات بصمتٍ ثقيل كلٌ منغمس في عمله بجد كانت تراقبه بأسى بلوعة فقد ضاع منها يوماً بأكمله دون أن تراه .
في نهاية النهار كانا سوياً يفترشان الأرض ويلتحفان السماء في واحدة من أخصب الأراضي الزراعية وأروعها مظهرا وترتيب.
حدقت به باسمة: لم تحدثني عن حياتك أبداً حتى أنني أجهل كل شيءٍ عنك.
نظر لها بحنان: أنا كتابٌ مفتوحٌ أمامك فاقرئي فيه ما شئتِ.
نظرت بعيداً: حسناً حدثني عن والديك ـ نظرت له بسرعة وكأنها تذكرت أمراً مهماً للتو ـ صحيح لم تخبرني كيف أسلما ولماذا...؟!
ضحك حتى تلألأت الدموع في جنتيه ثم غرق في عالمه الجميل: جورج رجلٌ عقيم لا ينجب الأطفال ـ نظرت له مصدومة هز رأسه ـ الأمر يحتاج في كل محاولة لعملٍ جراحي نسبة نجاحه ضعيفة ... على حد قوله لقد أكرمهم الرب واستجاب دعائهم فأثمرت إحدى محاولاتهم بجنين ذكر, لقد اكتفيا بي.
أسلما قبل ولادتي ...يقول جورج أن داعية إسلامية مر بهم ولحادثٍ ما اضطر للإقامة في منزلهم على أنه لم يغادرهم إلا بعد أن تعلقت قلوبهم بحبال النور.
اعترضت عائلة والدي بشدة لكنها رضخت لرغبته بالنهاية أمي قاطعتها عائلتها ثم غادرت البلاد بعد فترةٍ وجيزة ,هي حتى الآن لا تعرف لهم دربا ولا تعلم عنهم أي خبر لكنها ليست نادمة فالله ملئ قلبها بالرضا والسكينة .
هما يعشقان الأطفال لذا بنى والدي ميتماً كبير وآوى به مئات الأطفال من المشردين والأيتام أما أراضية الزراعية فقد جعل منها باب رزقٍ يفتح بوجه كل محتاج أياً كان دينه أو عرقه.
ابتسمت: هل يربي أطفال المسلمين فقط...؟
تحسس آسر ذراعه الأيسر بشيءٍ من الألم :كلا يأوي الجميع,أوجد بالميتم مدرسة خاصة يعلم الأطفال اللغة العربية القرآن وتعاليم الإسلام إضافة إلى لغة الدولة الأم.
استفسرت بدهشة: ألا يعلمهم المسيحية...؟!
هز رأسه نافياً: يقول أبي أن الدين هو الإسلام ولن يزرع في نفوس الأطفال إلا ثمراً طيباً مباركا وحين يكبرون سيختار كلٌ منهم الديانة التي يريد ولكن وهم في كنفه وتحت رعايته لن يوجهوا لغير الإسلام.
نظر لها مندهشاً من صمتها المطبق كانت تحدق بذراعه الأيسر والدموع تعتصم في عينيها تحسست كدمة زرقاء بخفه وطأطأت رأسه معتذرة: كادت تكسر .
رفع رأسها بأصابعه باسماً: لا عليك لم يكن خطأك ...أنت لم تستغيثي كنت قادرة على التماسك والثبات من جديد ,خيالي الخصب من فعل بي هذا ـثم ضحك كانت تراقبه بصمت نظر لها من جديد فنكست رأسها ـ أخبريني لماذا نظرت خلفك ...؟!
نهضت تقول بتردد: أردت أن أرى شروق الشمس في وجهك من جديد.
نهض ينفض التراب عن ثيابه: أضحك كثيرا لماذا تلك اللحظة على وجه التحديد؟
نظرت بعيداً: كثيراً ما استرقت النظر لوجهه حين يدفعني على الأرجوحة لم يضحك أبداً في أي موقف كما كان يفعل حين يدفعني عليها بقوة بل بجنون.
آسر: إذن كانت الشمس تشرق من وجهه في تلك اللحظات ...؟
نظرت له فحول عينيه لكومة من أوراق الشجر راح يدهسها تحت قدمه بتوتر, هي تعلم أنه يرفض الاستماع لها رغم هذا يتحرق شوقا للإجابة.
بعد حين أشارت لشجرة قريبة: أتى بي إلى هنا ثلاث مرات قال أنه يعشق ظل هذه الشجرة .
نظر مبتسماً رغم المرارة في حلقه: هل كان يسحق أوراقها بقدمه إذا توتر...؟
ردت ببكاء:إذا توتر نعم كان يفعلها كما كان يمسح أوراق الجوري برفقٍ لا يعكس حجم توتره ...مؤخراً أدركت أن الشمس لا تأتي من الشرق فقط بل تستطع من وجوهٍ عشقناها.
مسح جبينه بتلقائية ثم مد يده لها :ألا نغادر ؟تأخر الوقت كثيراً.
مضى كأنه يهرب من المزيد
\
\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس