[احمد الحسني]

قطرة ادب

قامت الثورة اليمنية في عام 62 م ، فتلقفتها ايادي خارجية عبثت بدفة السفينة ، وتحولت اليمن الى ما قبل اتفاق جدة في العام 1970م الى رقعة شطرنج تتحرك عليها احجار الملك في السعودية والزعيم في مصر .. وبعد ذلك دخلنا في انقلابات ، ومشاكل جمة ، توجت بوصول الأمر الى يد المغلوب على امره " صالح " ، ذلك الكهل الذي ظل الى ما قبل شهر يردد كلمة واحدة : أحييكم بتحية الثورة والديمقراطية .. وهو حقيقتا لا يدرك ما هي حقوق الثورة ، اويعلم شيئا عن "الديمقراطية"

قطرة ادب

بعد 49 عاما منذ قيام الثورة و32 عاما منذ تولى صالح الحكم

دعني استعرض امامك هذه الاحصائيات
70% من المجتمع اليمني خارج دائرة الحد الأدنى من التعليم .
80% مرضى .
95% لا يقرؤون الجرائد .
67% لا تصلهم الكهرباء ولا الماء ولا التلفون ولا الخدمات الصحّية .
99% يقتلون 97% من الوقت في دوائر التخزين " القات "
بينما احرز بلدنا في عهده المديد ايضا أعلى الارقام في تضخم الفساد والامية والمرض ووفيات الحوامل والملاريا وحوادث السير ومعدل الجريمة، واقل الارقام في الناتج القومي ومعدل دخل الفرد والانفاق على البحث العلمي والخدمات العامة والشفافية والحكم الرشيد
بالاضافة الى شيوع العسكرتاريا وثقافة الهزيمة والفقر ، وتفشي الرأسمالية الحكومية
في السوق اليمني ( اذا صح وجود سوق ) .. هذه عوائق خلفها نظام صالح
- طبقية
- اقتصادية
- ثقافية - علمية
- سياسية
- دينية
- عسكرية


ومن هنا تأتي مهمة الثورة يا صديقي
كنس كل تلك اللاشرعية في ازمانها وانظمتها وامكنتها المختلفة
لان محاولة اصلاح الماضي التالف أي نظام صالح لأجل استخدامه في المستقبل يعد تخريب للماضي وتهديد لقابلية المستقبل للحياة
لذا كان ابناء اليمن بحاجة الى ثورة مستوفية الشروط.لا اقول انتفاضة، ولا حراك، او استجداء لمتطلبات لا بل ثورة مكتملة بملامحها المشبعة الناضجة. خروج جماهيري كاسح ضد كل الماضي، وحديث عن المستقبل بلغة نوعية شديدة التمايز عن لغة الزمن الصالحي المريض.
ثورة كاملة، ومكتملة .
وعندما نقول ثورة يا صديقي فنحن نتحدث عن فعل عظيم هو استثمار في المستقبل، وقطيعة جذرية مع الماضي: شخوصه، افكاره، لائحته القانونية، انماط حياته وسلوكه، ومدوناته الأخلاقية .
الثورة ستسقط كل ذلك لكي تفسح مجالا شاسعا لحضور المستقبل