صعدنا رصيف القطار و دخلنا غرفة الإنتظار الدافئه منتظرين قدوم القطار
المتجه إلى بورنموث و الذي لم يمر وقت طويل حتى سمعنا نداءً يعلن بقدومه.
أخذنا أماكننا داخل إحدى القطارات و طرحنا أجسادنا المنهكه على مقاعد متقابلة.
انطلق القطار و أخذنا نسرد أحداث مغامرتنا الحافله و نحن نتبادل الضحكات و التعليقات.
قرر بعضنا بأنه رغم المعوقات و الصعوبات الشديده إلّا أنا رأس العجوز الفضوليه
الذي طلّ علينا و نحن في كابينة انتظار الحافلات كان أكثر ما واجهناه رعباً ,
في حين قرر آخرون بأن هيأة أحمد بعدما تاه عنا وهو يجر دراجته بإطار واحد
و بنطال ممزق كان أطرف المواقف.
صمتنا لبرهة , و راح أحد الأصحاب يرمقنا بنظرةٍ غريبه , و قال :
( بكل صراحه , لو كنتم تدرون إن كل هذا راح يصير لنا من أول , هل كنتم ستأتون الغابه ؟)
تبادلنا النظرات لوهله و قلنا بصوت واحد : (أكيد!)
و نحن نستحضر أن المغامره هي محض متاعب تأتي من بعيد كما يقال ,
و أن المغامرين الحقيقيين هم من يتقدمون بلا هدف , ولا يهمهم ما يقابلهم
ولا ما يكون مصيرهم المحتوم .