فــ أين أنت
أوتعلمين يارفيقة
منذ قرأت حروفكِ بليلة الأمس ومنذ لحظة أنزالكِ لها
والحال مني كمن يتخبطة الشيطان من المس
فــ أين أنت
تساءلت بها زمناً طويلا
رغم أنه معي بداخلي يعيش بين اللحظة واللحظة
بعيناي.. بملامح وجهي..بصوتي..بتلك الظفيرة الصفراء
التي كسر تحتها قطع العود بكل صباح له
بمرأتي .. بقنينات العطور..بكامل تفاصيلي
حتى بسدرة البيت العتيق وذالك الجدار الذي رسمت عليه
علامات تهالك الزمن
بالمدينة التي حملتني به عمراً
بالطرق.. بإوجه المـارة.. بالمقاهي ..بالمقاعد..بالأسواق
بظلمة الليل..بسحر الفجر.. بشروق الشمس
كل الأتجاهات والأمكنة يارفيقة هي حامله له
وبعد كل هذا
مازلت اتساءل أين أنت
وهو أول نبض التكوين وآخر تاء التشكيل
غيابه يارفيقة
أخلف مسارات السير للمجرة
قتل ميل المحور الحياة وجعل البقاء لها بفصل واحد وبالنصف
المظلم
وبرغم هذا مازلت اتساءل أين أنت
وأنا أعلم أنه بالطرف الأخر من الحياة
تعداني ومضى
أين أنت
برأيك يارفيقة هل ملكت المقدرة على أن تجعل الحياة تدب من جديد
في عمر اقسم ظهرة الخذلان وأن يحلق النور فيه للمدى البعيد؟
متاهة الأحزان
وأستميحكِ العذر على هذا الحضور