أفلا تعودي ...؟
عباءة الصبر التي ارتديها منذ رحيلك اهترأت وتمزقت أطرافها
ويقيني أنها لن تقيني برد غيابك القارص هذا الشتاء
ونار الشوق التي أشعلتها في مراجل القلب يوماً من أجلك قد انطفأت بعدك
بعد أن أطعمتها كل ما لدي من حطب الحنين طوال هذه السنين
واستحالت كوماً من رماد الذكريات تأكله رياح النسيان
وأباريق الحلم فارغة حولي بعد أن نسج الهجر بيته فيها من خيوط الأحزان.
ألا بشعلة أمل أوقد بها نار أشواقي التي اطفأها رحيلك وما خلف من ألم ..؟
ألا بجذوة حلم أضيئ بها سراديب الندم وأزقة الأوهام ومتاهات العدم.؟
ألا بكسرة من رغيفِ الحضور .؟ أو رشفَّة من كأسِ اللقاء ..؟!
فلعلي يا نادرة الوجود أحيي رميم حبٍ رحل ولم يعود
وأنفخ الروح في ما تناثر حولي من جثامين الوعود
وأبعث الأفراح في أشلاء حلم عثت به المآسي والأحزان
//
//
أفلا تعودي.؟
ألا يوماً تعودي .؟
فمنذ رحيلك
خلعت الأزهار
ثياب عطورها
و الورد تخلى
عن لونه و تورده
//
//
ألا تعودي .؟
فمنذ رحيلك
هجرت عصافير
الرياض غناءها
وبلابل الدوح
نسيت نشيدا كانت
في الصباح تردده
//
//
ألا تعودي .؟
فمنذ رحيلك
ودفاتري جرداء
ومداد أقلامي أبقٌ
و الأبجدية متمردة
ومشاعري العذراء
من كل شيء إلا
من حزنها متجردة
//
//
ألا تعودي.؟
ألا يوماً تعودي .؟
فالجرح توقظه الذكريات
و يد الحنين تهدهده
في الصبح أخفيه
والمساء يُجدده
بالدمع أَرقيه
وبالدماء أُعمده
//
//
//
الوجيه