هل دخلت معرضا فنيا للرسم الكلاسيكي القديم من قبل؟
هل رأيت لوحةً خطفت أنفاسك لحظة دخولك المعرض، وظلّت تقود خطواتك لها اقترابًا؟
حتى إذا ما دنوت منها وارتدّت أنفاسك عن زجاجها، سرت في جسدك كهرباء صاحَبها انقباض أمعائك وغمرك الاشمئزاز والنّفور، لأنّ الخطوط الصغيرة تبدو الآن كالتجاعيد، وضربات الفرشاة الغائرة، تصبح الآن ندوبًا مرئيّة.
فتقتل هذه التفاصيل القريبة جمالية عموم اللوحة من بعيد.
هل قتلت لوحةٌ كلاسيكية ذائقتك الفنية بتفاصيلها ؟
حسنا، قد حدث لي هذا مرارا، وممّا يحدث لي أكثر، أنّه كلّما رقّ قلبي لذكرى كبيرةٍ لنا. يُهشّمني الحنين بكُلّيتها، بضع ثوانٍ فقط. فإذا ما تداركتُ ثنايا تلك الذكرى، استجرّ عقلي خذلانك لي، فينقبض قلبي ويتسامى الحنق إلى عقلي صعودًا .
فتشتعل نار الغيظ و يعلق طعم المرار في حلقي.
يتغيّر قلبي عندها ويعود لي، يُعلن براءته منك - ولو مؤقّتًا-.
أمّا عقلي فيبدأ بسحب كلّ متعلّقاتك، لا أقول أنّ سحب كلّ ذكرى لك عندي هو هيّن، أو أنّه قد تمّ وانتهى.
هي عملية مستدامة، أنت تدري؛ ذكرى جميلة تحتال عليّ، تفاصيل بسيطة تجرجر معها تفاصيل قبيحة، انقباضٌ ثمّ غيظٌ ومرار، أختمها بمحاولات استخراج للذاكرة.
ففي النّهاية؛ أنا المتفرّج المفتون غُبْنًا؛ وذكرانا لوحةٌ كلاسيكية مهشّمة.