في " كلكامشية " القاص فرج ياسين ؛ الموسومة بـ" ذهاب الجعل إلى بيته " نراه يمهّد للتأصيل لرؤية مستقبلية قوامها إنهيار مفهوم "المدنية " في شخصية بطل الرواية " خليل الطرفاوي " ؛ الباحث عن نسب عشائري ضائع يفشل في الحصول عليه في ظل واقع متأزم يعلن عن تشوّه تقدمية " القرية " وإنسحاب مفهوم "المدينة " أمامها .
وفي محاولة جادة لتشخيص هذا الإكتشاف الخطير وحصِّر مهيمناته التي قد تتبع جملة من المسببّات كـ : إنهيار مفردة القانون وتخندق المواطن خلف بندقية العشيرة والقبيلة ؛ وضياع إمتيازات المواطنة الحقة ؛ فضلا على إحتلال جملة من أنصاف المتعلمين المنتمين لمتواليات تلك المنظومة لجملة من المواقع السيادية كاستحقاق مجتمعي فرض ظلاله بعد جملة المتغيرات التي عصفت بواقع ما بعد الـ( 2003 ) ؛ الأمر الذي قد يرجح الكفة لإغتيال مدنية " المدينة " – المنكمشة أصلا - بخربشات المتمدنين الجدد .
وهذا للأسف يتفق والرؤية السيسولوجية لـ"فريد ثيزيغر" التي نوه عنها في كتابه المبشر بموت الحضارة في ظل تنامي سلطة "عباءة الشيخ" في مجتمعاتنا البدائية .
[youtube][/url][url]&t=9s[/youtube]