السلام عليكم
في إطار التطفل و سرقة بعض العسل منكم أستاذي قرأت المحاضرة الشيقة و عرفت و تأكدت بأن الكلام لا يكون مستساغا قادرا على بلوغ فكر القارئ إلا إذا كان هناك بدل لمجهود من قبل صاحبه في تنسيقه و ترتيبه , و محاولة أن يقرأ ثانية ما قام بكتابته لتنقيحه فليست أول قراءة مثل ما تفضلت و قلت هي الأنجع و الأحسن .
أعجبني البيت الذي استعصى عليك شرحه أو بالأحرى لم تحب أن تشغل بالنا بشرحه فبحث قليلا ووجدت أن المغزى منه مدح أحد الناس و هو هشام فوجدت :
هذه بعض أقوال أهل العلم في هذا البيت الذي يمثل أبرز الشواهد الشعرية في التعقيد المعنوي :
البيت للفرزدق، من قصيدة من الطويل يمدح بها إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي
خال هشام بن عبد الملك بن مروان.
والشاهد فيه التعقيد، وهو: أن لا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المراد إما لخلل في نظم
الكلام فلا يتوصل منه إلى معناه، أو لانتقال الذهن من المعنى الأول إلى المعنى الثاني الذي
هو لازمه المراد به ظاهراً، والأول في الشاهد في البيت.
والمعنى فيه: وما مثله يعني الممدوح، في الناس حيٌّ يقاربه، أي أحد يشهبه في الفضائل، إلا
مملكاً، يعني هشاماً، أبو أمه أي أبو أمه هشام أبوه، أي أبو الممدوح فالضمير في أمه للمملك،
وفي أبوه للممدوح، ففصل بين أبو أمه وهو مبتدأ وأبوه وهو خبره، بأجنبي وهو حيٌّ، وكذا
فصل بين حي ويقاربه وهو نعته بأجنبي وهو أبوه، وقدم المستثني على المستثنى منه، فهو
كما تراه في غاية التعقيد، وكان من حق الناظم أن يقول: وما مثله في الناس أحد يقاربه إلا
مملك أبو أمه أبوه. ( معاهد التنصيص على شواهد التلخيص لعبد الرحيم العباسي ) منقول .
المهم انني استفدت و استسغت سهولة التعبير لديك لإبلاغ المعنى و المغزى من الدرس شكرا لك .