خطبه للصديق أبو بكر
لحمد للّه أحمده وأستعينه، وَأستغفره وأومن به وَأتوّكل عليه
وأَسْتهدي اللهّ باُلهدى، وَأعوذ به من الضّلال والرّدى، ومن الشك والعَمى.
مَن يَهْدِ اللّه فهو المُهتدي ومن يُضّلل فلن تَجد له وليًَّا مُرْشدًا.
وَأشهد أن لا إله إلا اللّه وحدَه لا شريكَ له، له المُلك وله اَلحمْد
يُحيي وُيميت، وهو حَيٌ لا يَموت، يُعزّ مَن يشاء، ويُذِل مَن يشاء
بيده اَلخير وهو عَلَى كلّ شيء قدير.
وأَشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، َأرسله بالهُدى ودين الحق
ليُظهره عَلَى الدين كلّه ولو َكِره المشركون، إلى الناس َكافة رحمًة لهم وحُجة عليهم
والناسُ حينئذ عََلى شَرّ حال، في ُظلمات الجاهليّة، دينّهم ِبدْعة، ودَعْوتهم فِرْية.
فأعزِّ اللّه الدينَ بمحمد صلى الله عليه وسلم
وألفَ بين قلوبكم أيها اًلمؤمنون فأصبحتم بنعمته إخوانًا
وكنتم على شفا حُْفرة من النار فَأنقذكم منها
كذلك يُبيّن اللّه لكم آياته لعلكم تَهتدون.
فَأطيعوا اللهّ ورسوله، فإنه قال عزّ وجلّ: مَن يُطِع الرَّسوَل فقد أطاع الله ومَن تَوَلى فما َأرسلناكَ عليهم حَفيظًا.
أمّا بعد، أيها الناس، إني أوصيكم بتقوى اللّه العظيم في كل َأمر وعََلى كِل حال
وُلزوم الحق فيما أَحببتم وَكِرهتم، فإنه ليس فيما دون الصدق من الحديث خير.
مَن يَْكذب يَْفجر، ومَن يَْفجر يَهْلِك. وإيّاكم والَفخْرَ، وما َفخْرُ مَن خُلق من تراب وإلى التراب يَعود
هو اليوم حيّ غدًا مَيّت. فاعمَلوا وعُدُّوا أنفسَكِم في الموتى، وما أَشكل عليكم فردّوا عِْلمه إلى اللّه، وَقدِّموا لأنفسكم
خيرًا تَجدوه مًحْضرًا، فإنه قال عَزٌ وجلّ
يَوْمَ تَجد كلُّ نَْفس ما عَمَِلتْ مِن خَيٍْر مُحضَرًا ومَا عَملت مِن سُوء تَوَدُّ لو َأنَّ بينها وبينه َأمَدًا بَعيدَا
ويُحذِّرَكم اللّه نفسَه والله رءُوف بالعِبَاد. فاتّقوا اللّه عبادَ اللّه
وراقبوه واعتبروا بمَن مَضى قبلكم، واعلموا إنه لا بُدّ من لقاء ربّكم والجزاء بأعمالكم صَغيرها وَكبيرها
إلا ما َغفر اللّه أنه َغفور رحيم، فَأنًْفسَكم أَنفسكم واُلمستعاُن الله، ولا حَوَل ولا قوّة إلّا باللّه. إًن اللّه وملائكته
يصلّون على النبيّ، يأيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تَسْليَمَا. اللَّهم صَلِّ على محمدٍ عَبْدِك ورسولك
أفضَل ما صَليت على أحدٍ من خْلقك، وزَكِّنا بالصلاة عليه، وَألحقنا به، وأحشُرنا في زمْرته، وَأوِْردْنا
حوضَه. اللًهم َأعِنَّا عَلَى طاعتك، وانصُرنا عََلى عدوّك