السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الفاضل القرار
كلما زلفت إلى نقاشٍ هو لك ، تيقنت أني سأزيح بالنقاش معك جزء من الظلام الذي يقطن عقلي ، و ستُفتح لي مساحة أكبر للتفكير، و بالتأكيد
سيستنير بي ما كان مظلم
أخي الفاضل
المقـولة مُحيرة
قرأت نقاشك أنت و رونق حولها .. و عرفت أن رأيكما هو
أن فاقد الشئ المادي لا يعطيه
و فاقد الشئ المعنوي يعطيه
أخي ، في البداية كنت ضد المقولة
و كنت ارى أن فاقد الشئ يمكن أن يعطيه
بمعنى أن فاقد الحنان يمكن أن يكون حنون مع من حوله و هكذا
لكن كلما نكبر و تتسع مداركنا حينها نستطيع أن نفكر فيما نقرأه بعمق أكبر
و وجدت أنه كيّ نقر بصدق المقولة من عدمه
يجب أن نفرق بين نوعين من الناس
فهناك فاقد الشئ .. و هناك مفتقد للشئ
و من رأيي - دون مرجع لغوي - لكنها وجهة نظر شخصية
أن فاقد الشئ هو من لا يمتلك الشئ و لا أمل لأن يمتلكه
أما مفتقد الشئ فهو من يتمنى أنه لو كان يمتلكه ، لكنه لا يستطيع
و لأبين وجهة نظري التي لا أعلم ربما تكون غير صحيحة - لكني مقتنعة بها
عندما يغترب أحدنا عن وطنه فأنه " يفتقد " وطنه و لا " يفقده "
فالإفتقاد تمني مع عدم الاستطاعة ، اما الفقد فهو ضياع
و على النقيض عندما يضيع من احدنا شئ يمتكله مثل هاتفه
فنقول مثلا " فقد " هاتفه ، و لا نقول " إفتقد هاتفه "
إذن ففاقد الشئ هو من ضاع منه الشئ نهائياً و لا امل لعودته ، أما مفتقد الشئ فهو من يفقد الشئ رغما عنه و يتمنى لو انه عنده
و نظراً لرأيي هذا أرى أن فاقد الشئ لا يعطيه ... لكن مفتقد الشئ هو أفضل مَن يعطيه.
هذا رأيي فيما يخص الشِق المعنوي .
أما من الناحية المادية ، فالأمر قد يجانبه الصواب و قد يجانبه الخطأ
بمعنى أنه ربما أكن فقيراً و لا أمتلك المال لكن بإستطاعتي أن أساعد من يحتاج عن طريق قنوات أخرى . مثل أن أدل الأغنياء على طريق المحتاجين و من منطلق " الدال على الخير كفاعله " أكون قد أعطيت دون أن امتلك.
و ربما لا استطيع اعطاؤه ،مثلاً فاقد الحكمة لا يستطيع أن يُعلّم الناس كيف يكونوا حكماء ، و فاقد العلم لا يستطيع أن يكون مُعلِم - .
أخي الفاضل
الأمر جداً متشعب ، و صعب جداً إرساء قاعدة واحدة لفقد الشئ أو إفتقاده و أعطائه
لأن الأمر يعتمد على الشخص ذاته
فربما هناك من كان مالك للشئ و لا يستطيع إعطائه
كمن يبخل بماله أو بعلمه
و هناك من يفقد الشئ و يعطيه - و هناك من يفقده و لا يستطيع اعطائه
لكن ما انا متيقنة منه ، أن من يفتقد مشاعر ما ، هو أفضل من يعطيها.
القرار
سامح ما كان بأعلى فهو جاء على غير ترتيب و ربما بدا مشوشاً بعض الشئ.
اللميــاء!