كلنا لأجل الحب نعيش ، أجدني الآن طفلاً ينادي الأطفال في جميع الخوالد فيكم ، أجدني سعيداً أعيش فردوساً آخر ، بريئاً طاهراً من تلك الذنوب الكريهة تلك الذنوب التي تحتوي أحقاداً وبغضاً لبعضنا البعض أجدني نقياً حينما أكون طفلاً أشاهد ضحكات الأطفال حولي ..
إنني أتوق لأيام الصغر حينما كنت أجري بلا هوادة حينما كنت على فطرة خلقني الله عليها ، كم جميلاً حينما تأملت الآن السعادة الحقيقة كم جميلاً
لأن نرى جميعنا بشراً من نفس الفئة نمتلك نفس الشعور نمتلك تلك العيون وتلك الشفاه وتلك الأجساد المتجانسة ، مسيرتنا واحدة منذ الولادة حتى الممات ينادينا رب السموات إلى جنة تجمعنا بعد أن جعلنا في هذه الدنيا كي نعلم حقيقة التجانس وحقيقة أن نكون سويةً كجسد واحد نداري بعضنا بعضا …
إن المختار لنا هو تلك الراية الواحدة والتي نتفق عليها جميعاً حيث نكون محبين لبعضنا ملياً … كم جميلاً أن نكون أطفالاً وكم تعيساً حينما نتضاحك على من يتخيل ذلك كم أليماً حينما نتجبر أو نتغطرس كم مبكياً بأن لا يكون التجانس بيننا فكراً أحادياً … إلى ذلك الزمن السابق أناديك تعال إلينا بما فيك وانبذ ما حولنا من آلات وتقنيات تفرقنا عن بعضنا البعض ..
نحن أنس من صفة الأنس هكذا حالنا وما غير ذلك هو هلاكنا ..
كم للأنفس من شكوى .. وكم لها من بكاء دائم … كم لأولئك من كهوف يركنون إليها .. انزواء وهروباً من حال بائس … تنقصنا لحظات الطفولة السعيدة تنقصنا أوقات الضحكة البريئة … تنقصنا مصافحة بعضنا بعضا .. فنطوي صفحات تكدرنا .. ونبدأ بالسلام على بعضنا .. نغمض أعيننا عن ما يقيدنا بمفاتيح القلوب التي تنبض بالحياة ..
إلى جنة الفردوس الفعلية … سلام بيننا تسامح وتغافل عن تلك المادية البغيضة …
لحظة كنت فيها طفلاً ارشدني إلى هذا المحتوى الناصع بياضاً والمضيء نوراً
آل علي