الهوان
شَعَرَتْ بالإهانة والاحتقار ، وانتابها شعور طاغٍ بالهروب من واقعها البغيض ، وتملّكتها الخيبة ، ووخزها اليأس ، وقلبها الكسير يكاد يتفطّر ، والدّمعُ يُراودُ أجفانَها ، وقفت جامدةً كالتمثال صامتةً كالأموات ، متأسّفة على هذه الحياة حيثُ العذابُ والضّياعُ والهوانُ ... وهو ينهال عليها بهذه الكلمات بصوت كأنّه الرّعد ، وبطريقة كأنّه شيطان انشقّت عنه الأرض : والله لو استقبلتُ من أمري ما استدبرت لما جمعني معك سقف واحد .. والله لولا ابنتي الصّغيرة لألقيت بك في الشّارع غير مأسوف عليك ، مُذ رضيتُ بك زوجةً وأنا أرتكسُ في الحضيض ...
بقلم ربيع بن المدني السملالي في 5 شوال 1432 هـ