إخواني في القطرات ،، السلااام عليكم و رحمة الله
جاءتني فكرة هذا الموضوع قبل شهر تقريبا ،،، كنت حينها مريضا عافاكم الله جميعا و ألبسكم ثوب الصحّة ،،، عياء و تعب و وهن شديد لازمني لأيّام ،، و كل الأطبّاء متّفقون على أنّني سليم معافى ما بي شيء و هذا ما جنّنني ،، نصحني بعض الأخوة بالرقية الشرعية و عانتّهم لأنّي أحفظ الحديث الشّريف الذي فيما معناه أن سعين ألفا من المؤمنين يدخلون الجنّة بلا حساب و لا عقاب ،، و هم الذين لا يكتون و لا يسترقون - أي لا يطلبون الرقية - و على ربّهم يتوكّلون ،،، لكن مع استمرار حالة المرض ،، رضخت لطلبهم و ذهبت لدار الراقي ،، قرأ عليّ ماشاء الله من آي الذكر الحكيم و كلّ{ مرّة يسألني هل تشعر بشيء فأجيبه لا ،، و في نهاية المطاف أخبرني أنّه ربّما تكون عينٌ ،، و العين حقّ ،، و مع استمرار حالة المرض عاودت طبيبي الذي أثق فيه فأخبرني أنها ربّما تكون حالة نفسية ،، و ربّما يكون شفائي عند طبيب الأعصاب ،،، و هذا هو ما لم تتحمّله أعصابي فمزّقت رسالته التي كتبها لأعطيها لطبيب الأعصاب ثمّ عاودت طلب العلاج عند طبيب آخر ،، و أخبرته بكلّ ما كان من خبري فكان أرحم من الأوّل لمّا طلب منّي مراجعة مختصّ في علم النفس ،، و هو إختصاصي الجامعي الثاني بعد البيولوجيا ،، فأخبرته إنّي لن أقوم بذلك و أنّي أشك بأنّني مصاب بمرض يستعصى الكشف عنه ،، فما كان منه إلاّ أن أعطاني قائمة طويلة من التحاليل ،، و بدأت فعلا بإجرائها الواحد تلو الآخر رغم ما كلّفتني من دمّ و مال ،، و تعلمون ماذا ؟؟ كان آخر إختبار و هو إختبار فيروس فقد المناعة الذي يتسبّب في مرض السيدا أو الأيدز الذي ينتهي بالموت ،، أجريت الإختبار عند طبيب صديق لي في المشفى الذي تعمل به أختي الصغرى دون أن أبلغها بماهية الإختبار ،، و بعدما أخذ الطبيب عيّنة من دمي و هو يبتسم و يقول : سنجري الإختبار لكن تأكد أن النتيجة ستكون سلبية ،، قلت له إن شاء الله و كلّي ثقة ،، ثمّ سألته هل سأمكث طويلا في انتظار النتيجة ؟ فقال إن النتيجة ستظهر بعد دقيقتين على الأكثر ،، ثمّ أخذ العيّنة و غاب في أروقة المستشفى ،، مرت الدقيقتان كأنهما سنتان و مرت بعدهما دقيقتان و دقيقتان و طال إنتظاري و تصاعدت كل الأفكار و الوساوس السيّئة في رأسي و خرجت من قاعة الإنتظار باحثا عن الطبيب ،، لم أجده في مخبر التحاليل و تهت و أنا أبحث عنه إلى أن إلتقيت بأختي الصغرى ،، التي رأت إنفعالي الشديد ، لم أخبرها بشيء بل سألتها فقط أين يمكنني أن أجد صديقي الطّبيب ،، فأخبرتني أنّه في قسم الإستعجالات ،، ،، فقصدته دون كلام إلى أن رأيت صديقي خلف الزجاج يعاين شيخا كبيرا نائما و علامات الموت بادية على وجهه ،، في تلك اللحظة اسلمت وجهي لله و قلت في نفسي : ميّت ميّت إن بالأيدز أو بأيّ شيء آخر فالموت لا مهرب و لا مفرّ منه ،،، دخلت أختي الصغرى إلى الطبيب و أحضرت نتيجة الكشف : مصل سالب ،، كلمة أعادت الروح لروحي و الأمل لحياتي و من يوما و انا في أفضل حال ...
لا أراكم الله شرّ