عرض مشاركة واحدة
قديم 22-06-10, 03:33 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج16

سميه :سر زواج دلال باشا من وائل الطيب حفيد الجد صاحب المطعم الشعبي {أخذت نفسا عميق وأطرقت تتذكر فالنطق ثقيل والذاكرة لم تشحن بعد بما يكفي عن الماضي البعيد ...وصل مهند بشطر الدمية الآخر
أخذته أسيل وأحمد يراقب مصعوقا بعد برهة مد يده طالبا اللعبة
أسيل :هل هذا هو شطر الدمية الممزقة ؟؟!
أمسك بها وقلبه يضرب بقوة :أنها هي ,تلك الدمية لم ولن أنساها يوما مهما غيرت الأيام من تفاصيلها .
قربها من الدمية الصغيرة فأمسكتها سميه
ألصقتهما ببعض وعادت تبكِ التصاق الدميتين أعاد لها شيئا مما فقدته ذاكرتها
أذكرها ,كانت لدلال أصلا وقد أهدتها لطفلتها فضيق ذات اليد حرمها من شراء الدمى الجديدة لملاكها الصغيرة
ركع أحمد أمامها :وكنت تعرفين دلال أم ملاك لماذا أنكرت ذلك لماذ قلتي أنك لا تعرفين عائلتها ؟
تنهدت بحزن :لأجل المال يا ولدي لأرضي الطاغية محسن ...
أسيل : ألم تتذكري شيئا آخر يا خالة ؟
سميه :أذكر أن دلال خرجت عن مشورة والدها وتزوجت وائل الطيب سكنت معه منزلا جعل نصفه مطعما شعبي يدر عليهم القليل من المال الذي يقتاتون منه .
وضعت في حملها الأول توأمين رائعين طفلٌ وطفله هما أحمد وملاك.
حدقت بوجه أحمد فرجاها بانكسار :تابعي يا خالة أرجوك تابعي .
سميه :بعد ستة أشهر خطف محسن أحمد الصغير أخذت مالاً كثير مقابل ضياعه حيث أضعه في مكان لا تصل له دلال
حضرت بأحمد لهذا الميتم مدعية أنه لقيط ومحسن لن يربي لقيط حرصت دلال على ملاكها بعد أن يئست من عودة أحمد أو معرفة المصير الذي آل إليه .
بعد ثلاث سنوات أقل أو أكثر حملت مرةً أخرى فطلبت الرحيل عن البلدة لتحافظ على حملها وطفلتها معاً على أن وائل قضى حتفه بحادثٍ ما إنه القضاء والقدر {ضحكت ساخرة }ملكت الدليل على تورط محسن بالجريمة البشعة لكن المال ألزمني جانب الصمت من جديد
مكثت دلال في منزل زوجها المغدور وقد زارته في مدفنه وطفلتها مراتٍ كثيرة إلى أن أعياها الفقر والمرض
لازلت أذكر وجه ملاك وهي تراقب والدها والتراب ينهال عليه من كل جانب لتكون نهاية حياةٍ كاملة هناك ربما هي لم تدرك أنه والدها وأنه لن يعود لكن نحيب الأم وبكائها المر أثر في قلب الصغيرة .
كانت سميه تتحدث وتلك الصور تعود لذاكرة أسيل أكثر وضوحا وقد بدأت تربط ما بين مشاعرها والصور المبهمة بالدمية الممزقة وبالحب الكبير الذي حملته للمكان برمته ولأحمد كشخص وبل كقلب ينبض في صدرها.
سميه :اضطرت دلال للعودة إلى الفيلا بعد أن أجهضت جنينها وقد رقدت قعيدة الحسرة والألم تعاني من قسوة العائلة عليها.
كانت ملاك تحتفظ بصندوق أمها حيث تحفظ فيه أشيائها البريئة كطفولتها البسيطة كحياتها في حي الفقراء ...هذا الصندوق وبكت بمرارة
أحمد :ما باله الصندوق يا خالة ؟
سميه :طلب مني محسن أن ألقي ملاك بأي مكانٍ بعيد قبل أن يفتك بها لازلت أذكر التصاقها بأمها والخوف منا جميعاً حاولت بكل الطرق إبعادها عن والدتها ليكون سهلاً علي إلقائها بعيداً دون لفت انتباه دلال الراقدة في فراش المرض وقد فشلت .
بعد فترة سرقت الصندوق وأخفيته خارج المنزل الكبير وحين طلبته مني قلت لها أن ترافقني لأعيده لها في البداية رفضت فهي ككل الأطفال يلتصقون بأمهاتهم إن أحيطوا بالغرباء على أن رغبتها بعودة صندوقها الثمين أخضعتها لطلبي .
بكت سميه بحرقه حتى كاد قلبها يتوقف :تعود الآن لذاكرتي صورة الصغيرة حين عانقت أمها مودعة ودمعة تتقلب في مقلتيها وبطلاقة الطفولة [تردد ,بوخد علبتي وبرجع ماما أنا بحبك كتير ]وعادت تعانق أمها وتذرف دموعا صامتة على صدرها قبلتها من جديد وقد أحست دلال بمكري حاولت إقناع الصغيرة بالبقاء إلى جانبها لكني المسيطرة فأنا أقف بالجوار ألح على ملاك بالمضي لاستعادة صندوقها الثمين فهو يحوي كل ما تملكه طفولتها العذبة البريئة .
أعدته لها فقد أشفقت عليها لأنها لن ترى أمها مجدداً وهذا ما كان ماتت دلال كمدا وحسرة وملاك قبعت بين جدران هذا الميتم كطفلة مجهولة النسب
على أنها تحفظ اسم أمها وأبيها ...قالت للجميع بابا وائل راح بعيد وماما دلال بس تشرب الدوى بترجع على البيت وبرجع عندها
هذا الحلم المستحيل راود الطفلة إلى أن وسكتت تكفكف الدمع وتستجمع ما بقي من ذكريات .
كان الميتم غارقاً بصمتٍ كصمت المقابر لا صوت فيه إلا بكاء سميه وكلماتها
أنفاس أسيل المتلاحقة وخفقات قلب أحمد
الذي ردد بقلق :إلى أن ماذا ...؟
بكت بيأس :ربما إلى أن ماتت .
سألتها أسيل باكية : وهل ماتت حقاً ...إذا كان هذا كيف وصلت دميتها إلى قلب لندن ؟
تعالا صوت سميه باكية :أقسم لا أعرف كل ما أعرفه أنها أحبت أحمد بجنون شارفت على الهلاك لفراق أمها أحمد وحده من عوضها الحنان الغائب وأسبغ على قلبها حباً ورضا
لقد تغيبت لسنواتٍ طويلة بعد موت محسن عدت لأجمعهما كأخوين على أن المشرفة السابقة أخبرتني بموت الصغيرة بحادثٍ أليم
أقسم كنت عازمة على كشف الحقيقة لكن متى ...! بعد فوات الأوان عندها وجدت أن إفشاء السر لن يعود إلا بالمزيد من الألم والجراح لقلب أحمد الفتى مرهف الحس كريم النفس .
بكى أحمد :إذن لم أكن لقيطا وملاك شقيقتي وتوأمي لقد فقدتها مرتين أي قسوةٍ هذه ...أي ألامٍ أعملت في صدري دون أي ذنب ؟!
انحنت بذلٍ وانكسار :سامني يا ولدي لقد اقتص الله لعذاباتكم الكثيرة مني فقد رحل أولادي بحادثٍ مجنون لم يتبقى لي منهم إلا ثيابا غارقة بالدم تفوح منها رائحة الموت والعذاب ...حتى وداد ماتت في أمريكا دون أن أراها دفنت دون أن أودع جسدها
أنا زوجتها في سن السادسة عشر هاجرت مع زوجها وحرمتها كانت عقيما لا تنجب الأطفال وهاهي بعد أربعة عشرة سنة من الغياب والغربة توارى الثرى وأنا أشتهي ضمها .
رفع أحمد رأس سميه بيديه :لن تذلي مرةً أخرى لقد حصدت زرعك عفا الله عنك وسامحك يا خالة ,لكن قلبي يتفطر حزناً ملاك لم تموت أليس كذلك ,ساجن إن لم أعرف هذا السر .
بتلك اللحظة أتى الصوت من الخلف مختنقاً بدموع قد سجنت طويلاً
التفت له الجميع إنه سالم منهارا يبكي بمرارة
\
\

يــتــبــع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس