عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-10, 02:01 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج12

جلسا إلى طاولةٍ صغيرة في الكوفي وطلبا عصير الفاكهة الطازج خيم الصمت لمدة لكنها لم تطول أخذت رشفة من كأس العصير :مذاقه طيب .
أحمد :صديقي بارعٌ بإعداده .
أسيل :صديقك يعمل هنا؟
أحمد :كان طفلا معنا بالميتم لكنه غادرنا منذ أربع سنوات لقد فتح الله له أبواب الرزق تزوج وأصبح رباً لعائلة .
أسيل :وهل تزوره ؟
أحمد : وكثيراً ما أستذكر معه أيام الطفولة مع أني كنت شديد الكرة له في طفولتنا لم أتغير تجاهه إلا بعد سن المراهقة .
أسيل :ولماذا تكرهه ؟؟!
أحمد :لأنه تعامل بعداءٍ شديد مع ملاك منذ حضورها وإلى أن رحلت ربما الغيرة من أشيائها البسيطة من دفعته لمشاكستها دائما حتى أنه مزق لها دميتها الحبيبة .
أسيل :ألازلت تحتفظ بأشياء ملاك بين حاجياتك ؟
هز رأسه بأسف :فقدت كل أشيائها وبعضاً من ألعاب طفولتي ـ بعد رحيلها باغتتني مشرفة الميتم بسرقة الصندوق الصغير قالت أنها دفنته في مكانٍ بعيد .
ردت أسيل بغضب وتوتر :ولماذا فعلت ذلك ؟
أحمد :حرصاً علي أرادتني أن أنسى ملاك قبل أن أصاب بالجنون لرحيلها باعتقادها غياب الصندوق عن عيني أول خطوه على طريق النسيان
ساد الصمت ثانيةً بضع دقائق حدقت ببقايا العصير في كأسها .
أسيل :أتعلم يا أحمد كثيرا ما ذهبت برفقة والدي لجسرٍ معلق فوق نهر التايمز كما أني سافرت في عرض المحيط على متن الباخرة أكثر من مرة ,ذاكرتي دائما وأبداً حملت صوت الموج المتكسر على وجه البحر وصورة المتكررة قادما من البعيد .
أكد لي أبي أني شاهدت هذه الأشياء في أسفارنا الكثيرة ربما اقتنعت لكن اليقين يسكنني بأن صوت الموج الذي يثور في ذاكرتي مختلفا عما يشير له أبي ,صورة الباخرة الميتة في عرض البحر والأمواج تنهش جسدها تتأرجح ما بين الوضوح والغموض .
أكد لي الطبيب أنه كوني طفلة حتما لن أدرك حركة الباخرة في عرض البحر لذا حفظتها ذاكرتي كصورة لميتٍ لا يتحرك .
على تلك الصخرة وجدت ضالتي فهي الأقرب للصور المتقلبة في ذاكرتي حيث تغط في ظلامٍ مميت ,صوت الموج هنا يختلف فهو اخترق عظام الصدر ليحاكي قلبي ويخرجه عن صمتٍ طويل .
أنا على يقين سافرت على متن الباخرة أكثر من مرة ربما الوهم من جعلني أمزج صورة الباخرة بتلك الصخرة لكن وما أستغربه أني وقلبي نصغي للبحر بشوقٍ ولهفه وكأنا اعتدنا الحديث معه{رفعت رأسها تنظر في عينيه }رائحة عطرك كجدران ذاك البيت أشياء مألوفة ومع هذا لا أعرفها ربما ليست مألوفة لكني أحببتها بصدق وعمق .
هز رأسه مبتسماً :هو الوهم إذن !؟
أسيل :لأي شيءٍ تريد الوصول ؟
أحمد :للحقيقة يا أسيل ما ذكرته من مشاعر وصور لم ولن تأتي عبثاً أو حتى من فراغ ,الوهم ربما طريقا سلكه والدك ليخفي حقيقة ما .
ابتسمت :هذا ما ألح عليه به ,منذ فترة التزمت جانب الصمت فهو مريض ولا أريد أن أكون السبب في انهياره .
غادرا الكوفي إلى الشاطئ من جديد حيث غرق أحمد ببحر الماضي تنبه على سؤالها .
أسيل :أحمد من أنت من تكون حدثني عنك قليلاً .
أطرق مفكراً حدق بالأمواج القادمة :صدقاً لم أخفي عنك حقيقتي خداعا أو مكر أردت أن أخبرك إياها منذ البداية لكنك رفضت الاستماع لي أما الآن فأنا أخشى أن أفقدك .
اقتربت أكثر :تحدث عن نفسك ...من أنت كيف وصلت لمنزل الأيتام ؟؟
أحمد :أنا مجرد لقيط لا أم لا أب ولا عائلة ,أنا ثمرة لجناية رزحت بثقلها على كاهلي {تسمرت عيناه على وجه البحر يكتم دمعةً حارة رغم البسمة العذبة أحس باقترابها أكثر هي لم ترحل ,ترى هل لجمتها الحقيقة ؟}
نظر لها بذات البسمة :ألن ترحلي كالآخرين ؟؟!
ذهل بعينيها المسمرتان على وجهه اقتربت وقبضت على يده بحبٍ وحنان لا ينضب :لم تكن جنايتك ,حسناً لستُ ملاكاً هابطا من السماء ولست معصومة عن أي تصرفٍ أحمق تجاهك ولكن ثق أنني أحبك بكل تفاصيلك مهما بلغت قسوتها .
أمسك يدها وأطلق دمعه السجين :أتعلمين ,لقيط كلمة طالما جلدت بسوطها طالما عذبت بها ولأجلها حتى أصدقائي في الميتم في بعض المواقف أحس بتهميشهم لي ...لماذا ؟ فقط لأني لقيط .
عشقت لبنى لسنواتٍ طويلة كتمت الحب ولوعته فهي يتيمة لها عائلة وإن رحلت عن الوجود ,أما أنا حضرت للوجود دون عائلة جئت من الفراغ من اللاشيء .
طلبها شبانٌ كثر لهم من الأصل والفصل والحسب والمال ما لهم لكنها رفضت لأجلي أنا ,جلُّ ما أخشاه أن تفيق بعد الزواج من سكرت الحب لتندم على هذا الارتباط لتعيد هي كرة عذابي بكوني مجرد لقيط .
أطلقت ضحكةً عذبة : إن فعلت فهي لم تكن تحبك يوماً لا تكن متشائما يا عزيزي ولتنتظر الغد بشيء من الأمل الذي لا يخبو بريقه .
هكذا قضيا النهار إلى منتصف الليل كلٌ يحدث الأخر من القلب عن مواجعه ألامه وأماله إلى أن رن هاتف أسيل .
أهلاً أبي ...كيف أنت ؟؟
رد عليها :قلقُ عليك وحثها على العودة للمنزل فقد تأخر الوقت .
ضحكت بعفويتها الجميلة :أنا على الشاطئ بعد ساعة ونصف سأكون في المنزل بإذن الله .
هكذا عاد كلٌ إلى مكانه وقد طال غياب أسيل عن أصدقائها لأن سالم سقط أخيرا فريسة للمرض حيث رقد بفراشة طويلاً

\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس