20-02-10, 08:25 PM
|
المشاركة رقم: 2
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
:: نبضي قصة :: |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
هـــو الــحــب أعــيــانـــا ,,,هـــو الـــحــب كــلَ أمــانــيــنــا
مــخــلــوقٌ مــن نــــور
السور بون الفرنسية تلك الجامعة القابعة في الحي اللاتيني من العاصمة باريس , تلك الحلم القابع في مخيلة لورا لسنواتٍ طويلة ... أخيرا انتسبت لها حيث لم تكن تعلم أن قصة ما تختبئ لها في طي الأيام تبدأ على بوابة هذه الجامعة الكبيرة بل المكتظة المزدحمة.
كيف لها أن تجده وسط هذا الحشد الكبير من القلوب المختلفة صدقا واتساع والنفوس الأكثر اختلافا وتقلبا بين الحين والحين
ربما لأنها مشيئة القدر ... التقت به على بوابة السور بون , وقع اللقاء ثلاثة مرات متتالية حيث التقت الأعين ...
كان اللقاء الأول عابرا بلا أثر وإن علق منه بالروح شيء لكنه مضى دون أثرٍ حقيقي
في يوم أشرق بروح الجمال ونوره استوقفتها مكالمة هاتفيه على بوابة الجامعة فضلت الوقوف في مكانها ريثما تنهي حديثها على أنها وجدت نفسها أمامه للمرة الثانية
حاولت أن لا تكترث ...لكن شيئا ما ألح عليها بالتحديق ليس به كشخص وإنما في عينيه .
أحست بأنفاسها تحبس ـ دقات قلبها تضطرب كأنها بدأت تختنق .
ترى هل هذه بداية الاحتضار ساعة الغرق في محيط هاتين العينين ...؟؟؟!
انتفضت لتصحو على بسمة عذبة رقيقة ذابت فوق شفتيه حين ألقى التحية ...هي لا تعلم
هل حدق بها ...هل نظرت له طويلاً ...هل علم أنها أبحرت في عالم من جنون يحبسه في عينيه اللامعتين ...؟؟؟
صباح اليوم التالي حضرت في نفس الموعد تلكأت قليلاً دون إرادة أو شعور بحثت عنه بين المارة ـ
نظرت في كل الوجوه دون جدوى , سارت على الرصيف تعبث بهاتفها وتسترق النظر عله يكون أحد القادمين , تنبهت لتلك السيارة السوداء الفخمة التي وقفت على مقربةٍ منها
لم تعد تقوى على الحركة لم تستطيع تفكيك طلاسم مشاعرها فقد تزايدت خفقات قلبها حين ترجل مسرعا نحو البوابة .
تعلقت به تراقب كل حركاته في ذات المكان وقف لبرهةٍ وكأنه يبحث عن أحدهم ...
أسرعت نحوه تقصد الدخول للباحة الرئيسية وسمحت لنفسها أن تغرق في محيط عينيه من جديد
أن تسافر في عالمهما المجنون على أن السفر هذه المرة كان مختلفا.
عيناه متقدتان جمراً تحبسان شيئا من مطر الألم المزروع بين الضلوع رغم هذا ارتسمت على وجهه بسمة عذبه تنتهي تحت وقع التحية التي ألقاها عليها .
نظر لها نظرة جريئة عميقة ثم مضى في طريقة ...حاولت أن تلتقيه بعد ذلك ولم تستطيع إذ أنه لم يحضر مرة أخرى .
آآآه يا الله وكيف لها أن تعلم ...هل حضر أم أنه تغيب عن الجامعة وهي لا تعرف عنه أي شيء
لم يسبق لها أن التقت به خلف أسوار الجامعة ليتها تعلم أي مادة يدرس علها تجد طرف خيط يصلها به .
لم تجد بديلاً عن انتظاره في نفس المكان كل صباح ...مضى وقتٌ طويل على غيابه عن ناظريها
لم يتمكن منها اليأس ولكن ...ألماً ما ألم بها ...ألمٌ في الصدر وخزه حادة في القلب لا تبرحه
هي لا تحبه لكنها تريد أن تراه , لا يعني لها شيء لكن ثمة إحساسٌ بالنقص يعتريها .
تبدلت شخصيتها كثيراً من المرح الدائم الثرثرة والانطلاق للكآبة والحزن المقيم في كل ملامحها
ابتعدت عن الجميع لم تعد كما في السابق تعرضت للانتقاد من زميلاتها بالسكن الجامعي
للتعاطف للشماتة للسخرية على أنها لم تبدي أي اهتمام .
هناك شيء في الصدر يقبض الأنفاس ويضيق على قلبها الخناق ...حاولت جادة أن تعود لوعيها المسلوب لكتب الدراسة حيث لا تستطيع التقاعس لأسباب كثيرة
أخيرا جمعت شتات نفسها وعادت للجامعة هناك على أحد المقاعد في الفناء الواسع المزدحم بآلاف الطلبة جلست تراجع بعض المعلومات لا بل تسترجع ذكريات لقائهابذاك
المخلوق من نور
توقيع : متاهة الأحزان |
وذاكرة القلب أبدا لا تمحى
|
|
|
|