ما بين شهري يناير وفبراير يغطي الضباب مناطق عديدة من الدولة خاصة على طرقاتها الخارجية
في تلك اللحظة لم أتمنى سوى وجود كاميرا لتختزن ذاك المشهد في ذاكرتها الرقمية ، فما وجدتُ
خيراً من كاميرا الهاتف .. لتختزن شئيا من جمال تلك اللحظة ..
فلا شيء أجمل من القيادة في الضباب ، رغم خطورة الأمر خاصة مع أنعدام الرؤية ..
الضباب يأكل أطراف المدينة .. أطراف الشارع .. أطراف يدك ..
تبدو أضواء السيارات المستخدمة للتحذير في مثل هذه الظروف كأطياف آتية من اللاشيء ..
كل شيء من حولي يغرق في بياض القطرات الندية والباردة جدا ..
هذا النوع من الظروف الجوية يجعلك تشعر لكأنك تسير فوق الغيم ..
نسمات الهواء الباردة جدا في تلك الأجواء كافية لتنعش روحك ..
تجعلك تغرق في حالة من الشعور رائعة و( لذيذة ) جدا لا يمكن وصفها ..
يجعلك تسبح في عالم من الرؤى والأطياف يستجلبها سكون الكون بكل قوة في تلك اللحظة إليك
قطرات الماء التي تتكاثف على نوافذ السيارة لتحجب الرؤية عنك تجعلك تشعر ببرودة
تتمنى خلالها احتضان تلك الأطياف التي تلف المكان من حولك ..
تتمنى لحظتها أن يطول الوقت .. أن تترجل وتسير بقدميك على الشارع ..
لتمضي بين السحائب .. لتراقص غيمة .. ولتصطدم بالأخرى
حالة قد تبلغ معها نهاية الأرض ، وقد تبلغ معها نشوة اللحظة ولربما تبلغ مرآم أحلامك ..
كم تبدو السماء حينها قريبة والأحلام فيها أجمل وأشهى
.
.
[/ALIGN]