المدارس الشعرية في الأدب العربي الحديث " 2 " (المدرسة الرومانسية )
مقدمة لابد منها :
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن هناك الكثير من العوامل والأسباب المباشرة، وغير المباشرة التي دعت لقيام مذهب على الأخر والثورة عليه ليحل محله ويأخذ مكانه في الصدارة فليس قيام المذهب الرومانسي يقتضي انتهاء المذهب الكلاسيكي واختفاء معالمه من الأدب العربي بشكل تام ولكنه يعني أن هناك نزعة عامة وكبيرة وتوجه لمذهب محدد دون سواه أو دخوله بشكل جديد غير مسبوق في نهج الأدب شكلا ومضمونا والمذهب الرومانسي لم يُصنع بين عشية وضحاها ، بل هناك ظروف نبتت فيها الرومانسية حتى غدت مذهباً أدبياً قائماً ومن أشد هذه العوامل وأهمها هو تأثر الأدب والأدباء في الوطن العربي بالمذاهب الأدبية في الأدب العالمي بشكل عام والأدب الأوربي بشكل خاص مدرسة الابتداع " المدرسة الرومانسية " نشأتها : تعد "الرومانسية"، ثورة على العقل وسلطانه وعلى الأصول والقواعد السائدة في المذهب الكلاسيكي فكما كان الأدب الكلاسيكي يعد أدب العقل والصنعة الماهرة وجمال الشكل، والمواضيع الإنسانية العامة وإتباع الأصول الفنية القديمة. فقد كانت الرومانسية تشيد بأدب العاطفة والحزن والألم والخيال والتمرد الوجداني، والفرار من الواقع والتخلص من استعباد الأصول التقليدية للأدب. لقد غلبت على الرومانسيين نزعة التمرد على هذه القيود التي التزم بها الكلاسيكيون، فدعوا إلى التخلص من كل ما يكبل الملكات، ويقيد الفن والأدب ويجعلهما محاكاة جامدة لما اتخذه الأقدمون الأولون من أصول لتنطلق العبقرية البشرية على سجيتها دون ضابط لها سوى هدي السليقة وإحساس الطبع ولنا عدة وقفات أخرى في هذه الصفحة لأبرز الخصائص الفنية لهذه المدرسة ولمعرفة بعض أعلامها والمؤسسين لها ونماذج شعرية مختصرة لكم التحية |
الرومانتيكية ، الرومانطيقية ، الرومانتية ، كلمات تؤدي إلى معنى واحد تنبع منه وهو الرومانسية
وهي مذهب أدبي عالمي يهتم بالنفس الإنسانية وما تزخر به من عواطف ومشاعر وأخيلة أياً كانت طبيعة صاحبها يتصف هذا المذهب بالسهولة في التعبير والتفكير، وإطلاق النفس على سجيّتها، والاستجابة لأهوائها. وهو مذهب متحرر من قيود العقل والواقعية الذين نجدهما لدى المذهب الكلاسيكي الأدبي شغف الرومانسيون بالطبيعة شغفاً عظيماً ، فكانت مشغلة لعقولهم ، وجانباً هاماً من جوانب شخصياتهم وموضوعاً خصباً لفلسفتهم وكتاباتهم . فاستوحوا من الطبيعة المناظر التي توحي بالذبول والتحلل والفناء وتتجاوب مع المشاعر الحزينة التي كانوا يهيمون بها و تسيطر على تفكيرهم و اتخذوا من الليل رمزا للانطلاق والتحرر ، لأن النهار تتجلى فيه الموجودات محددة المعالم لكن الليل يمحو هذه الحدود ، ويرفع ستار الأسرار عن النفس . وفضلوا مناظر العواصف وأمواج البحر المترامية فهي قريبة من أنفسهم بما يصوره تلاطم الأمواج من تلاطم أفكارهم ومشاعرهم . وإذا أردنا أن نصف علاقة الرومانسيين بالطبيعة يمكننا القول أنهم كانوا ينشدون فيها السلوان فيبثونها حزنهم ويقارنون بين مشاعرهم ومناظرها لأن لها صلات بخواطرهم ومصائرهم ويتخيلون في المخلوقات أرواحاً تحس مثلهم ، فتحب وتكره وتحلم ، فيشركونها مشاعرهم ولذا تجدهم يخاطبون الأشجار والنجوم والورود والصخور و أمواج البحار. ولا يختلي الرومانسيون في الطبيعة ليفكروا ويستخلصوا حجج أو يحلوا مشكلات و إنما ليحلموا ويستسلموا لمشاعرهم . الرومانسية في الوطن العربي : يعتبر المذهب الرومانسي هو ثمرة اتصال العرب بالعالم الغربي, وظهرت لتكون تعبيرا صادقا عن الذاتية والوجدان ، والشخصية الفنية المستقلة ، ورفضها للنهج التقليدي السائد في مدرسة الإحياء الكلاسيكية فظهرت الحركة الرومانسية أولاً في سوريا، و تبعتها بقية بلاد الشام ، ثم واصلت هذه الحركة تقدمها إلى أن غزت العالم العربي بأجمعه و أصبحت جزءاً لا يتجزأ من مسيرة الأدب العربي . الخصائص الفنية للمذهب الرومانسي: -الفرار من الواقع ، واللجوء للطبيعة ومناجاتها والتفاعل معها واستشراف عالم مثالي. -تمتاز الأفكار لدى شعراءها بالأصالة والتجديد والتحليق في عالم الفلسفة والعمق الوجداني . - يجنحون إلى الخيال إلى حد بعيد فالشعر عندهم لغة العاطفة والوجدان والخيال المحلق . -التعبير يمتاز بالظلال والإيحاء ولفظه حيه نابضة فيها رقه وعذوبة . - الوحدة العضوية بارزة في القصيدة ، حيث تسود وحدة المقطع لا وحدة البيت . -لا يلتزم كثيراً من شعراءها بوحدة الوزن والقافية . أبرز الأدباء والمفكرين العرب التابعين للمذهب الرومانسي : خليل مطران ،على محمود طه ، أحمد عبد المعطى حجازي ، فرح انطون ،أمين الريحاني إبراهيم ناجي، جبران خليل جبران ، ميخائيل نعيمة ، إيليا أبو ماضي ، أبو القاسم الشابي محمود درويش ، سميح القاسم ، صلاح عبد الصبور ، خليل حاوي ، يوسف الخال . و شعراء مدرسة الديوان : العقاد والمازني وشكري . وقد سار على نهج هذه المدرسة الشعرية من شعراء الخليج كل من : إبراهيم العريض ، وأحمد محمد خليفة ، وغازي القصيبي ، وأحمد العدواني ثم اتسعت دائرتها وتشعبت لتشمل جمعاً غفيرا من جيل الشعراء الشباب في الوطن العربي http://www.adab.com/photos/160.jpg أبو القاسم الشابي ولد أبو القاسم الشابي في سنة 1909م في بلدة توزر في تونس . كان والده الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي . عاش أبو القاسم الشابي حياته وهو يصارع الموت و المرض فقد كان يشكو من انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد ظلت حال الشابي تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟ توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 م صلوات في هيكل الحب - لأبي القاسم الشابي عذبةٌ أنتِ كالطفولة كالأحلام كاللحنِ كالصباحِ الجديدِ كالسماء الضحوكِ كالليلةِ القمراءِ كالوردِ كابتسامِ الوليدِ يا لها من وداعـةٍ وجَمالٍ وشبابٍ منعّمٍ أملودِ يا لَهَا من طهارةٍ تبعثُ التقديسَ في مهجة الشقيّ العنيد أنتِ .. ما أنتِ ؟ رسمٌ جَميلٌ عبقريٌّ من فنّ هذا الوجود أنتِ ما أنتِ؟ أنت فجرٌ من السحر تَجلّى لقلبِي المعمود فأراه الحياةَ في مونق الحُسن وجلّى له خفايا الخلود أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعاتُ الورود تهب الحياة سكرى من العطر ويدوّي الوجود بالتغريد كلما أبصرتك عيناي تَمشين بخطو موقّع كالنشيد خفق القلبُ للحياة ورفّ الزهرُ في حقل عمري الْمجرود وانتشت روحي الكئيبة بالحبّ وغنّت كالبلبلِ الغرّيد أنت تحيين في فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد وتشيدين في خرائب روحي ما تلاشى في عهدي الْمجدود من طموحٍ إلى الجمالِ إلى الفنِّ إلى ذلك الفضاءِ البعيد والقصيدة طويلة وفيها بعض التجاوزات التي لا تنبغي نكتفي منها بهذا ..................................... إرادة الحياة - لأبي القاسم الشابي وهي من أجمل القصائد التي تعبر بوضوح عن المذهب الرومانسي وهذا جزء بسيط منها إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر ............................. ......................... وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟ فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر |
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/motran.JPG لا أفضل من هذا الشاعر عندما نريد الحديث عن المذهب الرومانسي فهو أبو المذهب الرومانسي في الوطن العربي إنه الشاعر اللبناني الكبير خليل مطران " شاعر القطرين " مصر ولبنان هو خليل بن عبده بن يوسف مطران ولد في الأول من يوليو عام 1871م في بعلبك بلبنان وتلقى تعليمه بالمدرسة البطريريكية ببيروت. تلقى توجيهاته في البيان العربي على يد أستاذاه الأخوان خليل وإبراهيم اليازجي، كما أطلع على أشعار فكتور هوغو وغيره من أدباء ومفكري أوروبا هاجر مطران إلى باريس وهناك انكب على دراسة الأدب الغربي ومن باريس انتقل مطران إلى محطة أخرى في حياته فانتقل إلى مصر، حيث عمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات ثم قام بإنشاء "المجلة المصرية" ومن بعدها جريدة "الجوانب المصرية" اليومية والتي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمر إصدارها على مدار أربع سنوات، وقام بترجمة عدة كتب وخلال فترة إقامته في مصر عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كناب الموجز في علم الاقتصاد مع الشاعر حافظ إبراهيم وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام 1908، عمل مطران على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأعمال الأجنبية كما كان له دور فعال في النهوض بالمسرح القومي بمصر. ونظراً لجهوده الأدبية المميزة قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان لتكريمه حضره جمع كبير من الأدباء والمفكرين ومن بينهم الأديب الكبير طه حسين عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة في كل من الشعر والنثر، تميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني والأصالة والرنة الموسيقية، وكما يعد مطران من مجددي الشعر العربي الحديث، فهو أيضاً من مجددي النثر فأخرجه من الأساليب الأدبية القديمة إلى أساليب حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما ادخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي يقول في قصيدة قصيرة : فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا بَعْدَ قُرْبٍ *** فما كان لي من عداء وحرب لِيَ فِي مِصْرَ مَا أَشَاءُ مِنَ *** الْطَّيِّبِ وَفِي بَعَلْبَكَ مَا هُوَ أَطْيَبْ وَرْدُ هَذَا الوَادِي جَمِيلٌ وَلَكِنْ *** كَيْفَ وَرْدُ الرُّبَى وَتَجْلُوهُ زَيْنَبْ المساء - لخليل مطران قالها وهو عليل في الاسكندرية دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي ************** من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا ************** في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى ، ************** وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ ************** في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ ************** كَدَرِي ، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي ************** مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ ، لَوْ أَنْصَفْتِني ************** لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي عُمْرَ الفَتَى الفَانِي ، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ ************** ببَيَانِهِ ، لَوْلاَكِ ، في الأَحْيَاءِ فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ ، كَذِي جَهْلٍ ،وَلَمْ ************** أَغْنَمْ ، كَذِي عَقْلٍ ، ضَمَانَ بَقَائي يَا كَوْكَبَاً مَنْ يَهْتَدِي بضِيَائِهِ ************** يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ يَا مَوْرِدَاً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ ************** ظَمَأً إِلَى أَنْ يَهْلِكُوا بظَمَاءِ يَا زَهْرَةً تُحْيي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا ************** وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بلاَ إِرْعَاءِ هَذَا عِتَابُكِ ، غَيْرَ أَنِّي مُخْطِىءٌ ************** أَيُرَامُ سَعْدٌ في هَوَى حَسْنَاءِ ؟ حَاشَاكِ ، بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الوَرَى ************** وَالحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي ************** أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ نِعْمَ الشّفَاءُ إذَا رَوِيتُ برَشْفَةٍ ************** مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاءِ نِعْمَ الحَيَاةُ إذَا قَضَيْتُ بنَشْقَةٍ ************** مِنْ طِيبِ تِلْكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ وللمعلومية فأغلب كتاباتنا في قطرات أدبية يمكن نسبتها إلى هذا المذهب لما يتميز به من سهولة ومساحة أوسع للتعبير وللخيال وإلى حين ألتقي بكم مع مدرسة ومذهب فني جديد لكم خالص التحية |
الساعة الآن 03:04 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009